تحتضن العديد من الفضاءات والمؤسسات التعليمية أنشطة ولقاءات تخلد اليوم الوطني للسلامة الطرقية الذي يصادف 18 فبراير من كل سنة.
و يعد هذا الاحتفال فرصة للتحسيس والتوعية بمخاطر سوء استعمال الطريق المتمثل في عدم احترام إشارات المرور . فرغم المجهودات التي تقوم بها الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، فعدد ضحايا حوادث السير ببلادنا مرتفع جدا، وهذا بمثابة ناقوس الخطر يشعر الكل بمسؤوليته تجاه الأرواح البشرية.
فحسب المديرية الوطنية للأمن الوطني الصادر مؤخرا، قد بلغ عدد قتلى 19 شخصا وإصابة 1976 بجروح متفاوتة الخطورة، منها 65 في حالة خطيرة، في 1538 حادثة سير خلال الفترة الممتدة من 03 و09 فبراير 2020، وتعتبر هذه الأرقام المخيفة دليل على أننا في حرب. فالمغرب حسب الإحصائيات الأخيرة يحتل مراتب متقدمة من حيث عدد حوداث السير خلال السنة، نتيحة عدم احترام قواعد السلوك المدني.
فجل المسؤولين يتكلمون على أن العنصر البشري هو السبب الرئيسي في في حوداث السير، بمعنى أن السائقين والراجلين هم المسؤولون المباشرون عن هذه الحوادث، لكن التساؤل المطروح هل عدم صيانة وتعبيد الطرقات ليست من الاستهتار البشري؟، فالكل مسؤول عن إزهاق الأرواح بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
فحسب النفسانيين، فحوداث السير ببلادنا لها علاقة كبيرة بالجانب النفسي والاجتماعي والاقتصادي لمستعملي الطريق، فجلهم ينشغلون بالتفكير في أمور حياتية ولا يعطوا أي اهتمام للطريق، بمعنى يقل تركيزهم وهذا سبب كافي لوقوع حوداث سير.
أما التربويون يرون أن سبب سوء استعمال الطريق بشكل صحيح راجع بالأساس إلى سوء التربية في احترام الآخر والذات، فأغلب مستعملي الطريق لا يحترمون قانون السير في حضور أبناءهم، وبهذا تنهار القدوة.
فخطورة حوداث السير تهم الجميع، والأرقام التي تسجل كل أسبوع تؤشر على أننا بعيدين عن طموح التقليص منها، فالكل مطالب بالوعي انطلاقا من مسؤوليته الأخلاقية التزام قانون الطريق، حتى لا تزهق المزيد من الأرواح، والكل يعلم أن هذه الحوداث لها تكلفة باهضة اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا وصحيا، فالوطن في حاجة إلى أبنائه سالمين من أجل المساهمة في تطويره.
20دقيقة/خالد الشادلي