تدوينة الرئيس الفرنسي للتضامن مع بيروت المنكوبة

1 أغسطس 2020
تدوينة الرئيس الفرنسي للتضامن مع بيروت المنكوبة

بقلم: فؤاد بوعلي

تدوينة الرئيس الفرنسي للتضامن مع بيروت المنكوبة باللغة العربية تثبت حقائق ينبغي أخذها بعين الاعتبار دون مزايدة أو ادعاء وهمي:
أولاـــ ما لم يستوعبه كثير من أبناء المنطقة أن اللغة العربية هي لغة الخطاب الرسمي والأقرب إلى التفاعل الوجداني مع العقل العربي من المحيط إلى الخليج، وأن الحديث بلغة الضاد يمنح الخطاب حميمية خاصة يمكنها الولوج إلى العقول والوجدان، وهذا ما يستوعبه الساسة الغربيون ويغفل عنه المهووسون بضيق القطرية والخصوصية الإقليمية
ثانيا ـــ حديث ماكرون لم يكن بمنطق الخروج من الدائرة الفرنكفونية أو الاعتراف بالتعددية، بل بمنطق نفعي براغماتي أملته الدوائر التي أوصلته إلى سدة الإيليزيه والتي لا تنظر إلى الفرنكفونية إلا باعتبارها أداة للتوغل الاقتصادي قبل الثقافي، وفي سبيل الغاية المادية كل السبل تغدو مشروعة
ثالثا ـــ الردود التي صدرت من جل المعلقين الفرنسيين على التدوينة تدل على الاعتقاد الراسخ في العقل الفرنكفوني بالترابط اللزومي بين اللغة والسيادة وأن قائد الدولة أو اي مسؤول فيها ينبغي أن يتمثل هذا المعطى الهوياتي سياسيا وقانونيا
رابعا ـ كثير من الدبلوماسيين الأجانب يتحدثون بلغات الدول التي يوجدون فيها تعبيرا عن تقديرهم لأماكن تواجدهم، مثل روسيا أو الصين أو بريطانيا، إلا سفراء فرنسا الذين لا يستعملون اللغة الوطنية إلا حين الرغبة في الإشارة إلى حنينهم لماضيهم الاستعماري القائم على التشظي والتشرذم

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

باستمراركم في تصفح هذا الموقع، نعتبر أنكم موافقون على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" أو التقنيات الأخرى المماثلة لها والتي تتيح قياس نسب المتابعة وتقترح عليكم خاصيات تشغيل ذات صلة بمواقع التواصل الاجتماعي أو محتويات أخرى أو إعلانات قائمة على خياراتكم الشخصية

موافق