بشرى الطلحاوي
احتضن المركز الثقافي مولاي الحسن بالحسيمة، يوم السبت 02 نونبر 2024، العرض الرسمي الأول لمسرحية “أبحث عن أبي ARZZUX X BABA /من إنتاج فرقة نادي الحسيمة للمسرح، وسط حضور جماهيري واسع وتفاعل كبير مع أحداث المسرحية.
قدمت المسرحية، التي أبدع في إخرجها الأستاذ عبد الجبار خمران عن نص للكاتب شوقي الحمداني، تجربة فريدة ومؤثرة جمعت بين الدراما والإبداع الفني، ما يعكس عمق رؤية الفرقة وإتقانها لفنون المسرح.
تابعت لجنة من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة العرض بهدف تقييمه وضمان التزام الفرقة بدفتر التحملات المتفق عليه ضمن إطار دعم الوزارة للمشاريع الثقافية لسنة 2024. وكان من بين الحضور السيد أحمد أشرقي، المندوب الإقليمي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة بإقليم الحسيمة، والسيد محمد لمودن، مدير المركز الثقافي مولاي الحسن، حيث أثنوا على جودة العمل والتنظيم.
تألّق الفنان محمد بنسعيد في دور البشير، الذي جسد ببراعة معاناته وهو يبحث عن والده المختفي، بينما قدمت الفنانة رجاء خرماز أداءً رائعًا بدور ربيعة، صاحبة الكاباريه، حيث أظهرت شخصيتها بواقعية وسحر جعلها تتفاعل بقوة مع أحداث المسرحية، مما زاد من عمق الحبكة وتأثيرها على الجمهور.
برز دور يوسف العرقوبي في تصميم السينوغرافيا بطريقة عززت من تجربة الجمهور، حيث تم تنفيذ الديكور ومتابعته باحترافية من قبل المهدي أصبان وعبد الصمد، مما أضفى على المسرحية طابعًا بصريًا متكاملاً. كما تميز تنسيق الإضاءة من إعداد حدوش بوتزكنت وعمر أيت شعيب، حيث كان توزيع الإضاءة ملائمًا بشكل رائع لأجواء المشاهد وتفاعلات الشخصيات.
جاءت الموسيقى، من إعداد وتنفيذ عبد العزيز البقالي، لتضيف بُعدًا دراميًا للمسرحية، مما زاد من تفاعل الجمهور مع مشاعر الشخصيات. وتولى نبيل بلحاج المحافظة العامة، التي ساعدت على تنظيم العمل بشكل احترافي. وكان الأستاذ رفعت بلوط خلف الإدارة العامة وتنسيق هذا العمل المسرحي، حيث نجح في إبراز العمل بصورة متميزة بفضل تنظيمه المحكم وإشرافه المتواصل.
هذا العرض يأتي في إطار برنامج دعم المشاريع الثقافية لسنة 2024، الذي تشرف عليه وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، مما يعكس دعم الوزارة لجهود الفرق المسرحية المحلية وإبراز المواهب الفنية المغربية.
نال العرض إعجاب الحضور الذي تفاعل بحرارة مع الأداء المتكامل والجهود الواضحة في جميع جوانب العمل، من تمثيل وديكور وإضاءة وموسيقى. وأثبتت فرقة نادي الحسيمة للمسرح مرة أخرى قدرتها على تقديم عمل مسرحي بجودة عالية يجمع بين التشويق والرسالة الإنسانية، مما يعزز مكانتها في المشهد الثقافي الامازيغي المغربي.