وجه البرلماني السابق، عزيز الكرماط، شكاية إلى رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري لطيفة أخرباش، يطالبها فيها بالعمل على توقيف بث الجزء الثاني من سلسلة “سوحليفة”، وذلك بالنظر إلى الخطر الكبير الذي تشكله هذه السلسلة على الطفلة المغربية التي تؤدي دور “سوحليفة”، بالخصوص، وعلى باقي الأطفال عموما، والتي قد تجعل من “سوحليفة” نموذجا للتقليد يهدم شخصيتها، والأثر السيء الذي قد يخل بتوازنها النفسي والتربوي.
وأوضح الكرماط، في شكايته حسب الموقع الالكتروني لحزب العدالة و التنمية أن سلسلة “سوحليفة”، تضعنا أمام مسألتين، تتمثل الأولى في الأذى والعنف النفسي الذي يمارس على الطفلة التي تؤدي دور “سوحليفة”، حيث أن تشخيص هذا الدور يلزمها القيام بحركات وإيماءات جسدية مخلة بالأخلاق، كما تتضمن المشاهد سلوكيات وألفاظ خادشة للذوق العام.
وبين الكرماط، في هذا السياق، أن الدور الذي تشخصه هذه الطفلة يفوق قدراتها المعرفية والإدراكية والنفسية، كما يعرضها لمتاهات “الطوندونس”، مما قد يعرض الطفلة بشكل كبير للنقد والتنمر والذي سيؤثر سلبا على مسارها واختياراتها المستقبلية، كما يخلخل تكوين بنيتها النفسية.
وأكدت الشكاية، أن اقحام الطفلة في هذه السلسة هو بمثابة إقحام للبعد الطفولي البريء في عالم الكبار، حيث تقدم الطفلة فيه صورة أخرى، توحي بالنضج السلبي في فهم الآخر الذي هو البالغ وتحليله وقراءته وتقديمه على أنه أقل ذكاء منها، وبالتالي التأكيد للمشاهد على أن الطفلة في سنها، يمكن أن تكون لها دراية ومعرفة بالعلاقات الإنسانية من حب وكراهية ومعرفة بالتعبير بالجسد، وهذا أمر مغلوط.
أما المسألة الثانية، وفق الشكاية، تتمثل في كون التقليد وظيفة نفسية تساهم في تكوين البنية النفسية والعقلية للطفل وتؤثر على سلوكاته ومستقبله، وذلك من خلال عملية المحاكاة لشخصيات يعجب بها أو يعجب بها المحيط الذي يوجد فيه، “حيث يجد هذا الطفل متعة التكرار لجلب الانتباه والاهتمام وتأكيد الاختلاف حسب الشخصية التي تأثر بها أو التي يتم تداول اسمها أو مقاطع من حركاتها أو حديثها دون أن يمتلك القدرة على التجريد أو فهم المغزى الخفي وراء المعنى، وإنما ينساق بكل سهولة خلف التصرفات الظاهرة للأشخاص خصوصا إن كانت عامة”.
وأشار الكرماط، إلى أن طلب العمل على توقيف بث الجزء الثاني من سلسلة “سوحليفة”، يأتي من أجل تكثيف الجهود التي تبذلها مختلف المؤسسات المغربية في بناء الإنسان وإرساء القيم الأصيلة وحفاظا على حقوق أطفالنا وأذواقهم.
من موقع حزب العدالة و التنمية
