نظمت تنسيقية الائتلاف من أجل اللغة العربية بمراكش، بتعاون مع المركز التربوي والنادي الأدبي، ملتقى “للترافع من أجل الانتصار للغة الضاد” شارك في تأطيره نخبة من ألمع الأصوات الأدبية والعلمية عربية ومغربية.
وافتتح الملتقى بكلمة ومداخلة عالم اللغة والمعجم العربيين الدكتور علي القاسمي، بسط من خلالها تجربته الفريدة في تأليف مجلده المميز ” المعجمية العربية بين النظرية والتطبيق” الذي يعتبر من أروع التحف البحثية في مجال المصطلح واللغة واللسانيات والاستشهادات و الرسائل الأدبية، كما ضمن حديثه أيضا نظم البحث الفريدة عن أهم تقاطعات المعرفة اللغوية، والأبحاث والدراسات التي قاربتها طيلة سنوات.
وقال الأكاديمي العراقي، إن اللغة العربية تتطور وتتنامى ولا خوف عليها، حتى لا نقول إننا بحاجة إلى إخراج المئات من التوليدات العلمية الرصينة التي تقوم بها المجامع واللجان العلمية المختصة في كل أرجاء البلدان العربية.
وتحدث القاسمي عن معاجمه التي استدعت مجهودات مضنية في البحث والتقصي واستعمال كل آليات المقارنة والاستبطان والتحليل، داعيا إلى إيلاء الأهمية لمستقبل العربية بمناهج تعلمية حديثة تراعي علاقة المتمدرسين بنظم تلقيها وتحبيبها.
وتضمنت كلمة الشاعر والاعلامي د. مصطفى غلمان رئيس تنسيقية الائتلاف بمراكش، مجموعة من الإشارات التي تعيد صياغة التفكير مكامن الخلل في تعاطينا مع لغتنا السليبة، إذ قارب مضامين جدل الساحة في حدود نكصت كل عهود الانشغال بما هو صميم وجوهري يختص بالتعليم والتربية.
وأضاف المتحدث نفسه، إن المتقابلات الثقافية المحايثة لنقاش من هذا القبيل ضرورية وعاجلة، لأن العملية الثقافية تعبر عبر جسور من القيم لا فكاك منها ، وهي التي تبدع الحضارات وترتقي بالعقول الناهضة.
وجال الدكتور محمد فتح الله رئيس شعبة اللغة العربية بالمركز الجهوي لمهن الترببة والتكوين، في الأبعاد الكبرى لعملية إدماج المقاربة البيداغوجية اللغوية في مناهجنا التعليمية، موجها الطلبة المكونين في المادة إلى استلهام الطرق العلمية الدقيقة المبسطة لمعانيها، وتصريف أحوالها في العملية التربوية.
وفي نفس السياق، أكد الباحث مصباح أن الأمر لا يتعلق بالنظريات التي تكاد تسد عيون الشمس في ندواتها ومحاضراتنا، بل يتعلق الأمر بتوظيف منهاج التلقين والتتبع ومواجهة عوامل التغريب.
وفي مداخلة للأستاذة الباحثة فاطمة الزهراء اشهيبة، قامت بترجمة خطاب قيمي تربوي نكون علامته الموجدة، استشفاف مكامن الخطر الذي يداهم مدرستنا التربوية، وإعادة تنظيم الصفوف للمرابطة في قلب التحولات التي تعرفها مكامن عولميات الثقافة الوافدة.
ونادت اشهيبة، إلى تفعيل دسترة اللغة العربية وتأصيل حضورها في العقلية والذاكرة المغربية، مباركة خطوات الائتلاف الذي يقوم بأدوار كبرى لمنع جنوح لغات استعمارية على تاريخ أبنائنا ومستقبلهم.
وتواصلت فعاليات اللقاء الثقافي الذي نظم بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، بتقديم الدكتور عبدالحفيظ ملوكي رئيس النادي الأدبي بمراكش عرضا ثقافيا خاصا بالتزامات المثقفين والنهب الإبداعية تجاه هويتهم اللغوية، مقترحا حملة من الأفكار التي تعزز هذا الاتجاه.
وقال ملوكي في مداخلته، إننا نحاذي الانشغال بالقصور المتغلغل في الجسم الثقافي الذي يشهد مؤخرا انتكاسة كبرى، خصوصا فيما يتعلق بالنقدية المفارقة لحدود التواصل بين القراءة والفعل الكتابي وعمليات التدريس المشتتة.
ومن جهة أخرى، عرضت الدكتورة حليمة الطاهري في كلمتها البحثية الراقية ملخصا لبحث علمي، عبارة عن استمارة خاصة بالأسئلة اليومية للتفاعل والتواصل مع مبدئية التلقين والتعليم والقابلية باللغة العربية، واضعة بين أيدي الباحثين في المجال معطيات وأرقام تساعد على توجيه وتأسيس الأسئلة السوسيولوجية والبحثية، في مضمار يحتاج إلى تظافر جهود لتكريس أهمية التلقي اللغوي واحتياجات الأسرة والمدرسة والجامعة إلى عقود تعليمية تعلمية متواصلة وداعمة للمنهاج السلوكي القويم والرؤية الثاقبة الستتبصرة.
وتوالت كلمات الباحثين وخبراء اللغة الذين كانوا في الموعد ولبوا النداء وقدموا معطيات ودراسات في أعلى مستوى، احتفاء باليوم العالمي للغة العربية بملتقى ثقافي وإبداعي كبير.
جدير بالذكر، أن اللقاء عرف مشاركة مجموعة من خبراء اللغة والباحثين كعالم المعجم العربي، الأديب العراقي الكبير الدكتور علي القاسمي، الباحث الموريتاني الأديب أمينوه سدي محمد، والأساتذة الباحثون والأدباء محمد فتح الله مصباح، عبدالله الكرني، عبد الحفيظ ملوكي، فاطمة حرار، حليمة الطاهري، فاطمة الزهراء اشهيبة، لالة مالكة العلوي، عبدالعزيز ساهر، بوشعيب منصر، الحسين بوم، محمد الصقلي، والشاعر والإعلامي الدكتور مصطفى غلمان.
20دقيقة/عماد الدين تزريت