العصبة الامازيغية تتدارس التراث اليهودي بالجنوب المغربي

14 يناير 2020
العصبة الامازيغية تتدارس التراث اليهودي بالجنوب المغربي

نظمت العصبة الامازيغية لحقوق الانسان بشراكة مع وزارة الثقافة  والاتصال وبتنسيق مع جامعة ابن زهر اكادير الندوة الوطنية حول موضوع “التراث اليهودي بالجنوب المغربي كثروة حضارية يجب تثمينه و المحافظة عليه” يوم السبت 11يناير 2020بمركز تافونانت بجماعة افران الاطلس الصغير اقليم كلميم.

تناول الكلمة الافتتاحية ممثل العصبة الامازيغية ورحب بالجميع مع توضيح سياق تنظيم هذه الندوة، بعده تناةل المكلمة السيد ممثل الجماعة الترابية لافران الاطلس الصغير الذي نوه بمثل هذه المبادرات الهادفة للتعريف بالتراث الذي تزخر به الجماعة مؤكدا على ان الجماعة تعمل جاهدة على التعريف و صيانة هذا الموروث الثقافي رفقة باقي الشركاء.

 اخذت الكلمة السيدة لطيفة الوحداني رئيسة لجنة التنمية الإقتصادية والسياحية والصناعة التقليدية بجهة كلميم وادنون التي اكدت على ضرورة الاهتمام بالتراث المادي و اللامادي ، كما نوهت بتعدد روافد التراث المغربي الذي يجب استثماره باعتباره ركيزة للتننية المحلية و الجهوية والوطنية.

بدوره تناول الاستاذ عبد الله استيتو الكلمة نيابة عن عميد كلية الاداب و العلوم الانسانية الذي ركز على ضرورة انفتاح الجامعة على محيطها قصد نفض الغبار عن التاريخ المحلي الذي وجب الاهتمام به، بدوره الاستاذ ياسين عبد العزيز باسم شعبة التاريخ والحضارة بجامعة ابن زهر و باسم الفريق البيداغوجي لماستر تاريخ الجنوب: المجتمع، السلطة والدين، وماستر دينامية المجتمعات: الهجرة ،الديمغرافيا والتنمية الذي اكد ان مثل هذه المناسبات العلمية جد مهمة للخروج بالطالب الباحث من ماهو نظري الى ماهو ميداني.

  افتتح الاستاذ الكبير عاطوف استاذ التاريخ ومنسق ماستر دينامية المجتمعات الهجرة،الديمغرافيا والتنمية بجامعة ابن زهر اشغال الندوة بمداخلة تحت عنوان “اليهود المغاربة بين الهحرة والتهجير” متناولا في البداية السياق العام لوصول اليهود الى المغرب بشكل عام و الجنوب المغربي بوجه خاص، لينتقل لقراءة سوسيودمغرافية حول الهجرة والتهجيرثم اهم الدوافع الاساسية للهجرة والتهجير لليهود المغاربة،وصولا الى تداعيات واثار هذه العملية الهجروية على المغرب في مختلف المجالات.

تناول الاستاذ عبد الله استيتو استاذ التاريخ بجامعة ابن زهر، و رئيس المرصد الوطني الدراسات والابحاث في قضايا الهجرة والذاكرة والتنمية  باكادير المداخلة الثانية وركزفي مداخلته “جوانب من مظاهر اليهود المغاربة بجنوب شرق المغرب” على مفهوم تسمية “الملاح”و اهم مظاهر التعايش السائدة بين اليهود المغاربة والمسلمين في مختلف واحات الجنوب الشرقي، مركزاعلى التشابه القائم بين السكان المغاربة واليهود المغاربىة خاصة على مستوى العادات والتقاليد الخاصة بالزواج، وذلك من خللل الوقوف على نماذج مختلفة لعقود الزواج، كما تم الوقوف على التقويم اليهودي ومقارنته بباقي التقويمات الاخرى.

تناول للاستاذ خالد اوعسوا، استاذ التاريخ بالنركز الجهوي بالدار البيضاء، المداخلة الثالثة التي قارب من خلالها العلاقة يين التايخ و الذاكرة الوطنية للمغاربة، واكد على ضرورة مصالحة المغاربة مع تاريخهم على اعتبار التاريخ ليس فقط مجموعة من الاحداث والوقائع  المرتبطة في ما بينها، انما يتعدى ذلك ليشمل حقول اخرى خاصة السياسة  لما لها من اهمية في بناء تاريخ المجتمعات، كما اكد على ضرورة ادراج تاريخ اليهود المغاربة في المقررات الدراسية باعتباره مكونا اساسيا من الفسيسفاء المشكلة للهوية والثقافة المغربية.

 ركز الاستاذ ياسين عبد العزيز، استاذ التاريخ بجامعة ابن زهر في المداخلة الرابعة على ان مثل هذه اللقاءات العلمية جد مهمة لدورها الهام في تشجيع الباحثين للخوض في التاريخ المحلي وخاصة في الجنوب المغربي الذي يحتاج للمزيد من البحث التاريخي، رغم ما يطرحه الامر من اشكالات اساسية من قبيل العلاقة بين الذاكرة والتاريخ، فاذاكرة مرتبطة بالشخص وقابلة للتلاعب لان الشاهد يصرح بما يرغب في طرحه وغالبا ما يكون لصالحه، بينما التاريخ علم يفرض على الباحث فيه استيقاء الاحداث ومقارنتها ونقدها قصد الخروج بنتائج علمية ومنطقية، مؤكدا ان الخوض في كتابة تاريخ الزمن الراهن  تعترضه عدة قضايا واشكالات، كما اكد على ضرورة الاهتمام بتاريخ الاقليات وتاريخ البادية المغربية على غرار ما حضيت به الحواضر الغربيى من اهتمام تاريخي.

 الاستاذ الباحث هشام حسون تناول في مداخلته الخامسة والاخيرة علاقة الطبونوميا باليهود المغاربة حيث قام بجرد لمجموعة من اسماء الاعلام و المواقع الجغرافية وبين مدلولاتها في الذاكرة الجماعية لمنطقة افران الاطلس الصغير وبعض المجالات الاخرى في الجنوب المغربي التي عرفت التواجد اليهودي، سواء على مستوى القطاع الفلاحي او التجاري و الطبيعي كذلك من قبيل بعض التضاريس التي تحمل اسماء لها دلالة وارتباط وثيق بالوجود اليهودي بالمنطقة، كما وقف الباحث على مسالة تسمية” الملاح” التي تعرف تجادبا مختلفا بين مختلف الباحثين.

    توجت اشغال هذه الندوة الوطنية بزيارة لمختلف المواقع الاثرية الموجودة بالمنطقة، وخاصة المرتبطة بالتراث اليهودي، من قبيل الملاح والمقبرة اليهودية، وخلص مختلف الحاضرين من اساتذة وطلبة باحثين ومختلف الفاعلين بالمنطقة الى ضرورة الاهتمام بالتراث المادي و اللامادي لليهود وصيانته كمكون اساسي من مكونات الهوية والثقافة المغربية.

متابعة: مصطفى العفاني

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

باستمراركم في تصفح هذا الموقع، نعتبر أنكم موافقون على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" أو التقنيات الأخرى المماثلة لها والتي تتيح قياس نسب المتابعة وتقترح عليكم خاصيات تشغيل ذات صلة بمواقع التواصل الاجتماعي أو محتويات أخرى أو إعلانات قائمة على خياراتكم الشخصية

موافق
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com