السحور سنة مستحبة، لقوله عليه الصلاة والسلام: «إن السحور بركة أعطاكموها الله فلا تدعوها» [رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني] «إن الله تعالى جعل البركة في السحور والكيل» [صحيح الجامع: 1735] «البركة في ثلاثة: في الجماعة، والثريد، والسحور» [صحيح الجامع:2882] «عليكم بهذا السحور فإنه هو الغداء المبارك» (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني)، «تسحروا فإن في السحور بركة» [رواه البخاري].
فيُسن السحور ويسن تأخيره، لأنه مما يقوي المسلم الصيام، ويخفف عنه مشقة الصوم؛ حيث يقلل مدة الجوع والعطش، وقد جاء هذا الدين بالميسرات، التي تيسر على الناس عباداتهم، وترغبهم فيها، ومن ذلك تعجيل الفطور وتأخير السحور، فيسن للمسلم الصائم أن يقوم إلى السحور ويتسحر ولو بالقليل كالتمرة أو شربة ماء، عملاً بسنة رسول الله
البركة في السحور أنه يقوي الصائم وينشطه ويهون عليه الصيام، بالإضافة إلى ما فيه من الثواب، فالذي يتسحر يبارك له في عمله، فيوفق لأن يعمل أعمالاً صالحة في ذلك اليوم، بحيث إن الصيام لا يثقله عن أداء العبادات والأذكار وسائر الطاعات، وعن سائر شؤونه الحياتية الخاصة، بخلاف ما إذا ترك السحور، فإن الصيام يثقله عن النفع العام لشدة الجوع وانخفاض نسبة السكر بالدم، فضلا عن الضجر بسبب الجوع والعطش وربما الصداع.
– يجب أن نضع في الاعتبار أن وجبة السحور هي بديل عن وجبة الإفطار، ولذلك ينبغي أن تتمتع بالمواصفات نفسها، من الحرص على الأطعمة الخفيفة سهلة الهضم، وتجنب المقليات والوجبات الدسمة والأطعمة المحفوظة، والإكثار من السوائل المفيدة، كالماء النقي والعصائر الطبيعية الغير محلاة لتجنب العطش، والسلطات والألبان الغنية بالكالسيوم الضروري لصحة المراهقين والسيدات الحوامل على وجه الخصوص.
– من المهم أن يحتوي السحور على مصادر غذائية بروتينية كالبيض المسلوق والزبادي والبقوليات كالفول المدمس، كونها تدعم الشعور بالشبع، بالمقارنة بالنشويات (الأرز والمكرونة والبطاطس …) التي تزيد الشعور بالجوع نتيجة زيادة إفراز الأنسولين. لكن في المقابل لا نهمل تناول حصة مناسبة من النشويات، لإمداد الجسم بالطاقة لساعات الصيام الطويلة.