ليبيا – طرابلس- عجمي محمد غانم
شكلت الازمة الليبية ردود فعل متسارعة ومتباينة منذ اندلاعها سنة 2011 بين مختلف الاقطار والاقاليم بما يتوافق ومصالحها في المنطقة وقد استأنف الملف بكل جدية بعد اعلان الخليفة حفتر عن ما سماه معركة تحرير طرابلس .التى تنتصب بها حكومة السراج .حكومة السراج المنتمية لحركة الاسلام السياسي والتي تزعم انها المعترف بها دوليا لكن هذا الاعتراف يقتصر على دول حلف الناتو وامريكا في المقابل يدعم الشرق العقيد العسكري المشير خليفة حفتر حيث اعلنت مصر والامارات العربية المتحدة و روسيا مساندتها له و عزمها على مساعدته عسكريا في حال لم يتوصل الفريقين الليبيين الى حل سلمي .
في مقابل ذلك اعتبرت دول الجيوار تونس والجزائر دعمها لمجهودات السلام داخل ليبيا وان الحل لفض النزاع يجب ان يكون ليبي داخلي وانها لن تكون ضمن سياسة المحاور .
اذ اعلن الرئيس التونسي قيس سعيد بعد لقاءه نضيره التركي رجب الطيب اردوغان ان تونس تسعى الى وفاق داخل ليبيا يجنبها مزيد من الخسائر الاقتصادية و المدنية واكد في كلمة وجهها للشعب التونسي بخصوص ذلك ان تونس تقف على نفس المسافة مع الاطراف الليبية المتنازعة ولن تنخرط في سياسة المحاور .
اما تركيا فقد بدأت منذ اعلان حرب التحرير على طرابلس بسلسلة من المشاورات والتحركات الماراطونية جمعتها بنضيرتها الروسية حيث قام الرئيس التركي بلقاء بالرئيس الروسي بوتين ثم ارسال وفد ديبلوماسي رفيع المستوى للنقاش مدة ثلاثة ايام .كما ان حكومة اردوغان تستعد لتمرير مشروع قانون امام البرلمان يقضي بالمساعدة العسكرية لحكومة السراج في حال تواصل النزاع العسكري.
ليبيا معبر الشرق لجنوب الصحراء وشمالها موقعها و ثروتها البيترولية من ان تكون مطمع لعدة بلدان اولا باعتبار انها ثاني مصدر بترول في افريقيا و ثانيا سوق واعدة للاستثمار و الاعمار بعد ما اتت الحرب على اخضرها ويابسها .لكن المعادلة صعبة بل مستحيلة الا اذا غلب الليبيون المصلحة الوطنية واختارو الحل السلمي للخروج من الازمة ,فلكل منادي بالتدخل في الشأن الليبي يستأثر بجملة قبائل و مليشيات مسلحة تحتكر الارض و تسعى الى تنفيذ مصالحه عليها.
و قد يبدو الامر اعمق و مرشح للمزيد من الاحتقان اذا شدد التنظيم العالمي للاخوان المسلمين التمسك بطرابلس كممثل للدولة الليبية حيث تعتبر السلطة بها من انجازهم بعد الربيع العربي ووجب الحفاض عليها شأنها شأن تونس في حين خسرو معركة مصر و سوريا و اليمن . ورغم مساعي عدة من المجتمع الدولي والمنضمات الدولية على غرار منضمة الامم المتحدة التي تسعى قريبا الى ارسال وفد مفاوض لبحث سبل السلم هذا ناهيك عن بينات التنديد و دعوات الهدنة يبقى التطاحن في ليبيا مرتبط اساسا بما ستسفر عنه مخرجات المفاوضات التركية الروسية فكلاهما يستأثر على ارضها بقوى عسكرية و مدنية وممثل لتوجه قطب بأكمله .
