المرصد الإفريقي للهجرة لن يكون مجرد آلية تقنية بل سيأخذ بعدا استراتيجيا في هذه القضية

19 ديسمبر 2020
المرصد الإفريقي للهجرة لن يكون مجرد آلية تقنية بل سيأخذ بعدا استراتيجيا في هذه القضية

 – أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، اليوم الجمعة بالرباط، أن المرصد الإفريقي للهجرة لن يكون مجرد آلية تقنية، بل سيأخذ بعدا استراتيجيا هاما في قضية الهجرة.

وأبرز السيد بوريطة، خلال ندوة صحافية مشتركة مع مفوضة الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الإفريقي، السيدة أميرة الفاضل، عقب افتتاح المرصد الإفريقي للهجرة، أن المرصد ” سيتيح لإفريقيا معطيات خاصة من شأنها أن تساهم في اتخاذ القرارات ووضع الاستراتيجيات المتعلقة بالهجرة وإعطاء تصور واضح حول الهجرة الإفريقية وتكذيب مجموعة من الأساطير حولها “، مضيفا أن المرصد سيضع إفريقيا كمحاور من منطلق قوة مع شركاء آخرين عادة ما يضعون إفريقيا في موقف المدافع في قضايا الهجرة.

وأوضح أن قضية الهجرة ” تظل في كثير من الأحيان مجرد تصور، إذ يكفي تداول بعض الصور في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية لخلق صور نمطية مغلوطة حول الهجرة “، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن المرصد يروم مقاربة الهجرة في إفريقيا بطريقة هادئة وعقلانية، لا سيما حول حجمها وأسبابها وجانب犀利士 ها التنموي.

وتابع الوزير أن ” كل هذه المعطيات كانت إفريقيا تنتظر أن تصلها من جهات أخرى على غرار الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها من المؤسسات، وبالتالي كانت نقاط الدفاع عن هذه القضية بين أيدي جهات أخرى”، مسجلا أن الهجرة أضحت رهانا دوليا تتسابق فيه كل جهة لتقديمها بالطريقة التي تناسب مصالحها وخدمة تصور معين، بحيث أصبحت الهجرة ” وصفة انتخابية في مجموعة من بلدان العالم”.

وفي هذا الصدد، أكد السيد بوريطة أن المرصد سيشتغل كرافعة في إطار شبكة تضم مراكز أبحاث وخبراء، بغية خلق دينامية بحث علمي واجتماعي لقضية الهجرة، داعيا إفريقيا إلى التخلص من أي مركب نقص ومواجهة مشاكلها بشكل مباشر لتتحكم في قضاياها وتدافع عنها برأس مرفوع. 

ولفت الوزير إلى أنه من الخطأ وضع كل ثقل الهجرة على بلدان العبور، لأن الهجرة مسؤولية تتحملها بلدان المنشأ وبلدان الوصول على السواء، مشددا على أن دول العبور لا يمكن أن تلعب دور الدركي، لأن هذا الأمر غير مقبول ولا يتلاءم مع مبادئ وفلسفة المغرب ورؤية جلالة الملك لقضية الهجرة. 

وأضاف أن المغرب يتحمل مسؤولياته في قضية الهجرة، في حدود إمكانياته ومسؤولياته، وسيكون دائما مخاطبا وشريكا مسؤولا، مشددا على أن ” المسؤولية تقتضي كذلك الحديث الصريح، فإذا لم نواجه شبكات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر بشكل منسق في إطار مسؤولية مشتركة، فإننا لن نصل إلى حل، واذا لم نهتم بظاهرة الهجرة في كل تشعباتها، بدءا من مسبباتها الاقتصادية والاجتماعية ووصولا إلى معاناة المهاجرين الشرعيين من العنصرية وغيرها من الإكراهات، لن تكون المعالجة صريحة، وبالتالي فإن المغرب سيخاطب الدول الأوروبية، بصفة عامة، من منطلق الصراحة والمسؤولية “.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

باستمراركم في تصفح هذا الموقع، نعتبر أنكم موافقون على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" أو التقنيات الأخرى المماثلة لها والتي تتيح قياس نسب المتابعة وتقترح عليكم خاصيات تشغيل ذات صلة بمواقع التواصل الاجتماعي أو محتويات أخرى أو إعلانات قائمة على خياراتكم الشخصية

موافق