انطلقت اليوم الجمعة بمدينة طنجة أشغال ندوة دولية حول موضوع “تكييف السياسات العمومية مع المجالات الترابية وإعداد التراب” تحت شعار “زمن القطيعة، والتحولات والمرونة”، بمشاركة ثلة من الأكاديميين والباحثين في مجال إعداد التراب.
وتروم الندوة العلمية، المنظمة بمبادرة من مركز الدراسات والأبحاث الدولي حول السياسات العمومية (CERIPP)، والمعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة، ومجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ومركز التفكير (I-Dialogos)، تقاسم التجارب والخبرات حول سبل تقسيم وتكييف السياسات العمومية وفق المجالات الترابية، بهدف حفز التنمية الاقتصادية وتحقيق إدماج اجتماعي حقيقي.
كما تروم الندوة تجاوز دراسة موضوع إعداد التراب إلى تركيز النقاش على ثلاث نقاط محددة، ويتعلق الأمر بالقراءة المعاصرة للمجال الترابي، والحكامة الترابية والنشر الترابي للعمل العمومي، وعكس تأثير التحولات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية على المجال الترابي.
في كلمة بالمناسبة، أبرز رئيس مركز (CERIPP)، علي سدجاري، أن “العالم يشهد في الوقت الراهن نهاية دورة الدولة القومية، وظهور نظام ترابي جديد، يعتمد على حقبة جديدة من العلاقات بين مستويات مختلفة، أي المجالات الترابية البارزة”، لافتا إلى أن هذا التوجه يولد اتجاهات جديدة تفرض على العمل العمومي أن يتكيف مع المستوى المحلي، وأن ينتظم بشكل مختلف ليتأقلم مع المعطيات الجديدة المحلية.
وقال إن “الانتقال من إقليم تابع، محدود ومنتمي إلى الكل، إلى مجال ترابي للعمل والمساهمة والتعايش المجتمعي والتخطيط الترابي هو موضوع معقد يتعين مناقشته”، مبرزا الحاجة إلى تقديم وجهات نظر متقاطعة لإدراك الرهانات الجديدة وإعادة رسم السياسات العمومية.
بهذا الخصوص، أوضح السيد سدجاري أن “المعطى الجديد المتعلق بالتقسيم المجالي الترابي للسياسات العمومية لا يعني بأي حال من الأحوال الحد من سيادة الدولة أو إعادة تعريف الوظائف السيادية، بل تركيز دور الدولة على التنمية والتنظيم على مستويات مختلفة، لاسيما محليا”، معتبرا أن هذه الندوة تهدف إلى فتح نقاش مستفيض في سبل وضع عمل عمومي محلي من شأنه رفع رهانات التنمية المحلية.
من جانبه، أشار المندوب العام لمركز التفكير (I-Dialogos)، بيريك هامون، إلى أن هذا المؤتمر، الذي يجمع خبراء مغاربة ودوليين، يهدف إلى مناقشة الرؤية الجديدة لإعداد المجالات الترابية، والتي تعطي الأولوية للأقاليم وللسياسات العمومية الترابية المحلية، مع تسليط الضوء على دور المنتخبين المحليين في وضع سياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وضرورة تحقيق المشاركة المواطنة الفعالة.
ويتضمن برنامج هذا اللقاء العلمي جلستين حول “المجال الترابي بين الأمس واليوم وغدا”، و”تكييف السياسات العمومية مع المجالات الترابية، مسار حتمي للنمو الاقتصادي والاندماج الاجتماعي”، وثلاث حلقات نقاش حول “القراءة المعاصرة للمجال الترابي” و”الحكامة الترابية وأقلمة العمل العمومي”، و “عكس التحولات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية على المجال الترابي”.