أصبح النظام الجزائري يصر على طرح مقاربته المتبعثرة والغير المستندة على اسس في مواجهة خصومه ومنتقديه،خاصة ضد المملكة المغربية ، الأمر الذي يسمم الأجواء أولا داخل الجزائر ويبعث برسائل سلبية للخارج تؤكد تخبط نظامه وفقد بوصلة الحكمة و التبصر .أهمها :
سياسيا : اعلانه إجراء انتخابات رئاسية “مسبقة” في السابع من سبتمبر 2024، أي فقط قبل ثلاثة أشهر من الموعد المقرر أصلا…فهل هذه تعتبر انتخابات سابقة ؟
اقتصاديا :تقارير من داخل الجزائر تؤكد أن نسبة الأموال المهربة في السنوات الاخيرة من طرف مافيا الفساد بالجزائر الى البنوك الدولية بـ 90 بالمئة تمت بأسماء مستعارة.تسجيل عجزا في الموازنة المعلن من طرف الحكومة وصل الى أكثر 2500 مليار و اكثر من 2000 شركة في مجال البناء فقط تم حلها فيما فقد ما أكثر من 150 الف منصب عمل في ذات المجال ، اي البناء .
وخارجيا : بروز الارتباك في التموقع الدولي وذلك ببعث النظام الجزائري لعدد من طلبات الانظمام للعدد من التحالفات الدولية المضادة في نفس الوقت ،و بعد أن اشهر في وجهه الرفض اتجه في الاخير الى محاولة انشاء تحالف ثلاثي بدول من الجوار يتبنون نفس النهج في مقاربة تمديد عمر الازمة .
وبعد أن أصبح يعيش هذا النظام انغلاقا سياسيا وتبين له انسداد الافق في دعمه لاطروحة حركة الوهم “البوليزاريو ” بالاخلافات الحادة بين زعمائها ،أصبح يتجه للمقاربة الرياضية في الهجوم فقط لتمديد عمر الازمة التي يعيشها .
فقد شهد الجميع المناورات التي فرض أن يلعب الدور فيها بداية اتحاد الجزائر العاصمة باعتراضه على اللعب ضد النهضة البركانية بسبب القميص الذي يحمل خريطة المغرب كاملة و بصحرائه ،،وبالتالي تعمده الانسحاب سواء في الذهاب أو الاياب ،خاصة أنه خلال الاجتماعات التقنية التي سبقت مواعد المبارايات ، تم تنبيه الفريق الجزائري إلى أن أزياء النادي البركاني قد استوفت مساطر المصادقة عليها قبل انطلاق الموسم الجاري من المنافسة القارية بذلك فلا مجال للاعتراض المجاني .
كما أن لجنة المسابقات في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، سبق أن قررت إعلان نهضة بركان منتصرة في مباراة ذهاب نصف نهائي “كأس الكاف” بنتيجة 3-0، وذلك بعدما جرى المساس بحقوق النادي المغربي، كما تم تثبيت النتيجة في رد على طلب استئنافي تقدم به فريق اتحاد العاصمة الجزائري..
وبالرغم من كل هذا فقد قرر النادي الضيف الانسحاب من المباراة تماشيا مع ما سبق أن أعلن عنه مسؤولوه قبل التنقل نحو المغرب مع سبق اعلامه بالعقوبات التي ستفرض لا محال على نادي اتحاد العاصمة .
بالاضافة أن النظام الجزائري لم يبقى عند حد فريق اتحاد العاصمة و كرة القدم بل أخذ يتجه اتجاه عشواء وفرض على جميع الفرق المشاركة سواء بالمغرب أو التي تواجه أي فريق أو رياضي مغربي باي دولة و يرتدي قميص به خريطة المغرب الا ويعلن انسحابه من المشاركة .
ويعلم النظام الجزائؤي جيدا أن جميع قوانين الاتحادات الافريقية أو القارية او الدولية تمنع رفع أي شعارات ذات طبيعة سياسية خلال المباراة.ولنا في النادي الكتالوني الاسباني عبرة ،باعتبار أنه سبق للويفا تغريم نادي برشلونة على خلفية رفع أعلام للانفصاليين.
فهذا التوجه الغوغائي الجديد للنظام الجزائري باقحامه عنوة السياسة في الرياضة لا دليل واضح وفاضح أنه لم يبقى له اي شيء يخسره ، ماعدا فترة يمدد فيها الازمة ويحاول فقط ابعاد الانظار مرحليا عن المتطلبات الداخلية و الضغوط الخارجية .
محفوظ كيطوني
