صناعة غير ٱدمية…..

في مسرح الحياة مسارح غير مرئية، دموع غير صادقة، وٱبتسامة من قعر بئر الحقد ترتشف، تحمل الشوارع والجدران والأمكنة عموما قصصا لا يمكن أن تصدق من شدة الهول، ولذلك ٱستعين بتحقيق الشرطة لكشف حقيقة الدمعة، أهي صادقة، أم من بحر الخديعة مستعارة؟، في إحدى اللحظات غير الآدمية، رموا أخاهم في الجب، وتباكوا عليه بعد أن خطت دموعهم قصة الذئب الشرير الذي ٱلتهمه دون أن يرق قلبه لبراءة عينيه، فأين هو الذئب الشرير لتنهال عليه عبارات الإدانة؟، لم يكن الذئب سوى ذلك الأخ الذي ٱقترح الفكرة وبكى بإتقان، وتستمر فترات ضياع الٱدمبة في مسرحية التمثيل، حيث صرخت معلنة نفسها ضحية مستهدفة في عرضها وشرفها،(ما بال من أراد بأهلك سوءا)، مستثيرة حمية الشرف لدى زوجها، فوضعوا الشاب البريء في غيابات السجن بعد ظلمات البئر، هكذا تصنع الأخبار الزائفة محاولة إخفاء الحقائق، ومن هنا تنبه الباحثون إلى خطورة الإعلام والإخبار، كيف أنه يطوع السلوكات، ويزرع في العقول حبات التصورات، وقد تكون عن الواقع منسخلة، وفي مصنع الزيف منسوجة، يحكى أن إحداهن حاصرها ضيق الرزق، فأمعنت الفكر متوسلة جميل الخطط للظفر بمال مرتقب، فجعلت تشكو للناس سوء حالها، حتى إذا أشفق عليها أحدهم شكته إلى القاضي، مدعية أنه أخذ مالها، بعد أن أرفقت شكواها بزخات من الدموع، جعلت شمس الحق غائبة، ليحكم القاضي لها بإرجاع المسروق، لكن الحصيف بنور العقل ينصت لطرق النص( فتثبتوا)، ويدعو إلى براءة الذمة ٱبتداء حتى يرد سلطان التحقيق ٱنتهاء، انصياعا لنداء (ما علمنا عليه من سوء)، في الشائعات يستتر المجرم الحقيقي، ويذكر علماء النفس أن الكاذب يستقوي عندما يحيط نفسه بأفراد لا يسألون، ولعقولهم يعطلون، لأن فعل التثبت والتأكد، يستدعي التساؤل والبحث في صحيح الأقوال وزيفها وهنا يحيا العقل، لكي يصير الفرد بانيا لتصوراته حسب ما توصل إليه هو وليس عبر ما منحه إياه المخبر من أخبار قد أعدها في مختبر البهتان…
طارق مرحوم