الفنانة التشكيلية سعاد ثقيف تبدع لوحات فنية تستمد قوتها من تراثنا المادي

26 فبراير 2020
الفنانة التشكيلية سعاد ثقيف تبدع لوحات فنية تستمد قوتها من تراثنا المادي


تعد الفنانة المراكشية سعاد ثقيف من الفنانات العصاميات اللواتي يطمحن إلى العالمية في الفن التشكيلي، فجل أعمالها تعتمد على المكيسد و الكولاج من مواد الصناعة التقليدية من (سفايف ، وكل ما له علاقة بالقفطان)، وهذا من أجل الحفاظ على هذا التراث الفني والجمالي الذي بدأ يتضايق ويتقلص بظهور المكننة، ومعه بدأت بعض النساء اللواتي كن يشتغلن في تهييء كل ما يزين الملابس التقليدية في التناقص.


و علاقة بالموضوع قالت سعاد ثقيف في تصريح خصت به جريدة” 20 دقيقة ” أن تجربتها الإبداعية لها قصة تعود إلى الطفولة، عندما كانت تأتي سيدة إلى بيت أهلها، وهي تحمل كيسا يحتوي على خيوط الصابرا المبروم بشكل خفيف، وما يثير الدهشة لديها هي أن هذه السيدة كانت تشارك أهلها الحديث وهي تلوي خيط وتتركه وتعيد نفس العملية،.


وأضافت أنها بمحض الصدفة شاهدت ذات يوم اللوحة بدون صف الخيوط الحريرية لتتفاجأ بأنها جزء من مكونات الشوشة، التي تزين قب السلهام، وفيما بعد دخل في تزيين الملابس والديكورات واستعمالات لا حصر لها. وانطلاقا من هذا المشهد الفني اليدوي ترسخت في ذهنها هذه اللوحة التي أصبحت لا تفارق تصوراتها، ومع مرور الوقت اكتشفت بعد ذلك أن تلك القطعة الخشبية مصدر رزق لعائلة بدون أب.


وهذا الفضول التراثي الفني والوجداني الضارب في عمق تاريخ الصناعة التقليدية بالمغرب، تقول المتحدثة أنها قامت ببحث ميداني شمل بعض الأسواق العتيقة بكل من مدن مراكش وفاس وآسفي، باعتبار نساءها تهتم بالصناعات اليدوية الخاصة بالخيط الحريري المعروف بالصابرا .فلاحظت ان الطلب كبير جدا على المنتوجات التي يدخل فيها الخيط الحريري الامر الذي واكبته ابداعات سريعة الإيقاع ولكن هذه السرعة وكثرة الطلب جعلت كل ما هو اصيل وبين قوسين قديم في سلة النسيان؛ لدرجة انني عندما تلح في طلب القديم صاحب المحل يتهمها بانهالا تساير الموضة وانها تضيع وقتها ليقينه أنها كإمرأة لا تبحث الا على الجديد ويختم قوله :” الحاجة الله اهديك” ومع اصرارها وإلحاحهايخرج لها أكياس بلاستكية يكسوها الغبار فتنزوي في مكان وتبدا في فرز ما تريده ولو انها في نهاية الامر تشتري كل ما في الكيس .


وأشارت الفنانة في حديثها أنها قامت بإنشاء مجلة “الانامل المبدعة” تهتم بالاعمال والفنون اليدوية و ما تصنعه اليد المرأة من مواد تتزين بها الملابس التقليدية، لكن هذه التجربة الصحفية البحثية لم تستمر طويلا نتيجة لغياب لدعم المادي. مما جعلها تفكر في توثيق هذا التراث الثمين عبر لوحات فنية تمزج بين الريشة والكولاج لمجموعة من الأعمال المصنوعة من الصابرا بخيوط ملونة، وعدد كبير من الاشكال المختلفة أقفال و تيجان ، فضلا عن بعض أنواع العنيبرات التي أخذت من تكاشط نسيت في صناديق الجدات ولم تعد من الموضة، وهذا من أجل التعريف بتاريخ القفطان المغربي.


وتضيف ذات المتحدثة أن أقاربها كانوا يسألونها حول مدلول اللوحة،و كيف للوازم من رحم تكشيطة ان تعلو راس افريقية، لأ ن أكثر ما يميز لوحاتها هو لفات الراس الافريقية التي بالفعل تستهويها ولو أنه من المستحيل لمن لم ير اللوحة لا يعرف ان الامر يتعلق بأشياء حميمية للقفطان المغربي.


وفي الختام توجهت الفنانة سعاد ثقيف بالشكر لطاقم منبر 20 دقيقة على إتاحتهم لها فرصة للبوح عن هواجسها الفنية.

20دقيقة/خالد الشادلي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

باستمراركم في تصفح هذا الموقع، نعتبر أنكم موافقون على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" أو التقنيات الأخرى المماثلة لها والتي تتيح قياس نسب المتابعة وتقترح عليكم خاصيات تشغيل ذات صلة بمواقع التواصل الاجتماعي أو محتويات أخرى أو إعلانات قائمة على خياراتكم الشخصية

موافق
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com