المالكي: إفريقيا لم تتخط بعد عَتَبَةَ 2 % من التجارة الدولية

2 مارس 2020
المالكي: إفريقيا لم تتخط بعد عَتَبَةَ 2 % من التجارة الدولية

دعا الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، إلى ضرورة تسريع وتيرةِ الاندماج الاقتصادي الجهوي على مستوى المجموعات الثَّمَانِ المُهَيْكِلَةِ للتنميةِ الجهويةِ للقارة الإفريقيةـ وذلك في سياق المنطقة الحرة للتبادل القاري الإفريقي ZLECAF، مؤكدا أن هذا التوجه هو الوعاء الطبيعي الذي سيجعل منطقة التبادل الحرّ الإفريقية، بالتّدرّج، واقعاً حيّاً وملموساً في خدمة شعوب القارة.


وفي الكلمة التي ألقاها، اليوم الاثنين، خلال افتتاح الاجتماع المشترك لكُلِّ من اللجنة الدائمة للتجارة والجمارك والهجرة واللجنة الدائمة للنقل والصناعة والاتصالات والطاقات والعلوم والتكنولوجيا لبرلمان عموم إفريقيا، قال المالكي إنه “في ضوء الأزمة الصحية وتداعياتِها الاقتصادية والاجتماعية في العديد من البلدانِ، والتي يَتزايد القلق في شَأْنِهَا، يبدو أن مراجعة قواعِد العولمةِ أَصْبَحَت تَفْرِضُ نَفسهَا بإِلْحَاح، وذلك على أَساس التقييم منْ أجل تَقْنينٍ جديدٍ للتبادُلِ الحُرّ شمال-جنوب الذي أَضحَت معه سيادة عددٍ من البلدانِ عُرضةً لأَعطابِ وأَخطاء أو تقْصِيرِ أو تَهافُتِ الآخرين.”


وأثار الانتباه إلى حقيقةَ المفارقَةِ القائمة، ملاحظا أنه بينما تتوفر القارة الإفريقية على مواردَ ومصادرَ ومُنْتَجَاتٍ غنية ومتنوعة جدّاً، يظل موقعُها ومردودُها متواضعَيْن جدّاً مقارنةً مع ما تسجله مردودية مناطق التبادل التجاري والاقتصادات الأخرى، مستدلا على ذلك بكون القارة الإفريقية مازالت لا تتخطى عَتَبَةَ 2 % من التجارة الدولية ككل. وأضاف أنه خلال الفترة ما بين 2015 و2017 لم تثمر المبادلات الإفريقية سوى 760 مليار دولار مقارنةً مع ما حققته الأَدَاءَاتُ الأوروبية مثلاً التي بلغت 4.110 مليار دولار، و5.140 مليار دولار بالنسبة لأمريكا، و6.800 مليار دولار بالنسبة لآسيا، علاوة على جالة العجز الواضحة على مستوى الواردات والصادرات، خصوصاً ما يهم المنْتَجاتِ الغذائية الأساسية والتجهيزاتِ والموادَّ الـمُصَنَّعة، فَضْلاً عن مدى الحاجة المتزايدة للقارة الإفريقية إلى موادَّ خام أخرى، معدنيةٍ وغير معدنية…
واستدرك المالكي بالقول إن الصورةُ ليست قاتِمَةً، موضحا أن التبادل التجاري البين-إفريقي حقق منذ بداية الألفية الحالية إيقاعاً مهمّاً وصل إلى %12,5.

ولو كانت استراتيجيةُ منطقةِ التبادُلِ الحُرِّ الإفريقية قد تحققت كما كان مُخَطَّطا لها ومفكراً فيها، وذلك وَفْقَ دراسةٍ مُعْتَمَدَةٍ من طرف مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، لكانت قَارَّتُنَا قد حققت %33 في مجال التبادل التجاري بين البلدان الإفريقية. وهي نسبة واقعية جدّاً، وينبغي السعي إِلى تحقيقها من خلال بناء هذه المنطقة بالشروط والمقاربة التي تخدم القارة وشعوبها. ويظل هذا الأفق ممكناً إِذا ما تَوَفَّرتِ الإِرادةُ السيَّاسية القويةُ مع بعدِ النظر والروح الوطنية الوَثَّابَةُ المتجهةُ إِلى المُسْتَقْبَل والمؤمنةُ بالتاريخ وبإِمكاناتِ الشُّعوبِ الإفريقية وعَبْقَرِيَتِها، بحسب ما ورد في كلمة الحبيب المالكي.


وشدد على أن إفريقيا في حاجةٍ إلى نُخَبٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ جديدةٍ تعيشُ عَصْرَها، تُسَرِّعُ الزَّمن، وتُسَابِقُ الساعاتِ البيولوجية، وتُغَيِّر الذهنياتِ السائدة، وتنهضُ بحقولِ التربية والتعليم والتكوين والجامعة والبحث العلمي، وتَجِدُّ في استدراكِ العجزِ الذي تعاني منه قارَّتُنا على مستوى البنياتِ التحتيةِ الأساسية من موانئَ ومطاراتٍ وطرقٍ معبَّدةٍ وطرُقٍ سيَّارةٍ وسككٍ حديديةٍ وطاقاتٍ متجدِّدةٍ وتكنولوجياتٍ تواصليةٍ جديدة، ومراجعةِ الإجراءاتِ والتشريعات الجمركيةِ والإداريةِ التي لاتزالُ مرتفعةً بالمقارنةِ مع مثيلاتِـها في المناطقِ التجاريةِ الأخرى.


20دقيقة/الطاهر الطويل

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

باستمراركم في تصفح هذا الموقع، نعتبر أنكم موافقون على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" أو التقنيات الأخرى المماثلة لها والتي تتيح قياس نسب المتابعة وتقترح عليكم خاصيات تشغيل ذات صلة بمواقع التواصل الاجتماعي أو محتويات أخرى أو إعلانات قائمة على خياراتكم الشخصية

موافق

This will close in 0 seconds