كشفت شركة “أليانز ترايد”، المتخصصة في تأمين القروض، عن تقريرها لعام 2024 الذي يسلط الضوء على تحول المغرب إلى مركز تجاري عالمي واعد في ظل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. جاء المغرب في المرتبة 20 ضمن قائمة “المراكز التجارية للجيل القادم” بفضل موقعه الاستراتيجي عند تقاطع أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، إلى جانب إمكاناته التجارية وتطور شبكاته اللوجستية.
وفق التقرير، برز المغرب كبديل استراتيجي للشركات العالمية الساعية لتنويع سلاسل توريدها. سجلت المملكة أداءً متميزًا في الإمكانات التجارية (المرتبة 16) والاتصال (المرتبة 17)، رغم وجود تحديات في تحسين الكفاءة اللوجستية (المرتبة 23). واعتبر التقرير أن ميناء طنجة المتوسط يشكل ركيزة أساسية لجذب التدفقات التجارية وتعزيز مكانة المغرب كبوابة للاستثمارات في إفريقيا.
وتشير التقديرات إلى أن المراكز التجارية الناشئة ستحتاج إلى استثمارات ضخمة، تصل إلى 120 مليار دولار عالميًا، لتطوير البنية التحتية. بالنسبة إلى المغرب، يُتوقع أن تركز الاستثمارات على تحديث الموانئ وتطوير النقل وتعزيز الخدمات اللوجستية. ويرى الخبراء أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص والتمويلات المستدامة ستلعب دورًا محوريًا في تحقيق هذه الطموحات.
زكرياء خليل، خبير التجارة الدولية، أكد أن المغرب أمام فرصة استثنائية للتمركز كبوابة رئيسية للاستثمارات في إفريقيا، مشددًا على أهمية الاستثمار في البنية التحتية والتقنيات الرقمية لتحسين الكفاءة اللوجستية. من جهته، أشار مراد أوعشا، مستشار مالي، إلى ضرورة تعزيز التعاون مع المؤسسات المالية الدولية لاستقطاب رؤوس أموال ميسرة.
ومع المبادرات الطموحة، مثل مشروع “نور” للطاقة الشمسية ومخطط التنمية الصناعية، يعزز المغرب موقعه كمحرك إقليمي للاقتصاد والتجارة، ما يضعه في موقع ريادي في ظل التغيرات العالمية.