كيف نحمي اطفالنا من الحوادث

28 يوليو 2021
كيف نحمي اطفالنا من الحوادث

حب الاستطلاع هو نعمة ولكن حب الاستطلاع لدى الاطفال قد يعرضهم لبعض الحوادث. ما هي الحوادث التي قد يتعرض لها الطفل داخل وخارج المنزل وكيف يمكنكم تفاديها.

تشكل الحوادث بشكل عام السبب الرئيسي لوفيات الأطفال الذين تجاوزوا السنة الأولى من عمرهم، وثلث حالات الوفيات للأطفال الواقعة أعمارهم بين السنة الأولى والسنة الخامسة عشر.
يمكننا أن نقسم الحوادث لنوعين:
1. حوادث الطرق العامة: وتصيب غالباً الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخمس والست سنوات.
2. الحوادث المنزلية: وهي موضوع بحثنا وهي تصيب غالباً الأطفال الرضع والأطفال الصغار (بين 1-4) سنوات وقد تحدث في منـزل الأبوين، أو في منازل الأقرباء حيث تشكل مجالات جديدة تثير فضول الأطفال. 
ولتفادي هذه الحوادث يجب معرفة التطور النفسي الحركي للطفل.
علاقة الحوادث بالتطور النفسي الحركي للطفل:
يوجد لهذا التطور مراحل معينة فالطفل في البداية لا يستطيع الانتقال من مكانه ثم نلاحظ أنه يستطيع التحرك ضمن المكان الموضوع فيه (بالتقلب يميناً أو يساراً)، وفيما بعد يستطيع الجلوس وتناول الأشياء بيديه ثم الوقوف فالزحف وأخيراً المشي.
فالحوادث غير الممكنة في البداية تصبح ممكنة فيما بعد: فكل مرحلة من مراحل تطور الطفل يرافقها حوادثها الأكثر شيوعاً، والتي يجب توقعها وتفاديها قبل حدوثها وهذا لا يعني أن نعيق جميع حركات الطفل ونحرمه من كل شيء فالوسيلة الوحيدة لحمايته في السنتين الأوليتين من عمره هي مراقبة جميع حركاته بشكل مستمر لتفادي الخطر قبل وقوعه، وبالطبع تتناسب هذه المراقبة مع التطور الحركي للطفل. ويجب أن لا ننسى حب الطفل للتقليد (تقليد حركات الكبار) وإصراره واستمراره في تكرير الخطأ بالرغم من منعه عنه.
فتتركز الخطورة في بداية عمر الطفل بوضعه في مكان عالي (كالسرير) دون حمايته من السقوط بحواجز خشبية أو وسادات ثابتة بحيث لا يستطيع تحريكها أو دفعها.
وعندما يبدأ الطفل بالزحف يكون بإمكانه لمس الماخذ الكهربائية وتناول المواد الكيماوية المستعملة للتنظيف (في المطبخ أو تحت المغسلة) أو أدوات الخياطة أو النباتات المنـزلية التي تحتوي على أوراق سامة للطفل.
أما وضعية الوقوف فلها أخطار أخرى كالحروق بالسوائل الساخنة، والرضوض الناجمة عن سقوط الطفل.
وأخيراً عندما يبدأ الطفل بالمشي والركض يزداد ذكاؤه وفضوله كما يزداد لديه حب المعرفة واكتشاف الأشياء المحيطة به بحيث لا يمكننا تحديد الأخطار التي يمكن أن تصيبه أو تؤذيه. فيمكن أن تقع الحوادث داخل المنـزل كالسقوط والرضوض والاصطدام بزجاج النوافذ والأبواب وإدخال الأجسام الغريبة (بالأنف أو القصبات)، أو خارجه كالتسمم بالنباتات أو المواد الكيماوية المستعملة لحفظها، الغرق، الحوادث مع الحيوانات والجروح بالالات وما يشابهها.
حينما يبلغ الطفل عمر ثلاث سنوات: يصبح بإمكاننا أن نواكب المراقبة المستمرة للطفل بالتعليم والتوجيه حتى يدرك الطفل بشكل تدريجي حدود قدراته ولعبه ونشاطاته، فيصبح بإمكانه معرفة وتقييم الخطر وبالتالي يستطيع تجنبه ويكون هذا التعليم والتوجيه مستمراً ومتكرراً دون كلل أو ملل مع مشاركة جميع أفراد العائلة به فينضج الطفل بمساعدة أبويه وذويه وأشقائه الأكبر سناً.
سقوط الطفل ورضوضه:
*قبل تجاوز الطفل السنة والنصف من عمره:
قد يكون السقوط في هذه الفترة من عمر الطفل خطيراً، فغالباً ما يؤدي إلى رضوض بالجمجمة وذلك لعدم تناسب وزن رأس الطفل مع باقي جسمه، حيث يكون الرأس أثقل من جسمه مما يؤدي لأن يكون أول قسم من جسم الطفل يصطدم بالأرض عند سقوطه.
ومعظم حالات السقوط تكون سليمة وغير مثيرة للقلق إلا في حالات السقوط الذي يتلوه فقدان الوعي أو حالات السقوط من مكان مرتفع (أكثر من 80 سم) حيث تستدعي فحص الطفل من قبل طبيب الأطفال بالإضافة إلى إجراء صورة شعاعية للرأس.
ولتفادي خطر السقوط يجب عدم ترك الطفل بمفرده دون حماية ملائمة (وسائد – حواجز) حتى ولو كانت الفترة قصيرة جداً (لحظات)، فقد نفاجئ بسقوط الطفل من سريره أو من عربته أو من مقعد عالي، أو قد يحدث السقوط والطفل محمول بين ذراعينا، عندما يفاجئنا بحركة قوية وسريعة. ومن حالات السقوط الشائعة السقوط أثناء تغيير الفوط الصحية عندما ننسى إحدى لوازمها فنضطر لترك الطفل للحظات نعتبرها قليلة ولكنها كافية لسقوط الطفل، لذا يجب تحضير جميع لوازم تغيير الفوط مسبقاً.
بعد السنة والنصف من عمره:
يغلب في هذا السن سقوط الطفل من وضعية الوقوف والذي قد يكون خطراً جداً في حالة وقوعه على الدرج المنـزلي الشديد الإنحاء والغير مجهز بحواجز معدنية واقية (درابزين).
وقد يحدث السقوط في النهار أثناء لعب الطفل أو يحدث ليلاً بسقوطه من السرير العلوي (سرير بطابقين) في حال عدم وجود حواجز خشبية واقية. وأخيراً يوجد إمكانيات عديدة للرضوض وسقوط الطفل في هذه الفترة من عمره ولكن نذكر بشكل خاص حالة السقوط من مكان مرتفع والتي هي شائعة بعد تجاوز الطفل السنة الخامسة من عمره: وسبب شيوعها في هذا السن هو ترك الطفل بمفرده في المنـزل مع وجود نوافذ مفتوحة أو أحياناً مغلقة حيث يصطدم بها الطفل ويمر عبرها. وخطورة هذا النوع من السقوط عالية جداً قد تصل إلى 20% وفيات و20% إعاقة جسدية، ويجب أن نذكر أن درجة صلابة الأرض التي تتلقى الطفل الساقط تؤثر على خطورة الحادث أكثر من مستوى ارتفاع النافذة، بالإضافة إلى الجروح الناجمة عن زجاج النافذة في حال مرور الطفل عبرها.
والوقاية تتلخص في حماية النوافذ والشرفات بالقضبان الحديدية.Volume 0% 

وأخيراً نذكر الرضوض الناجمة عن هرس أصابع الطفل بأبواب المنـزل أو السيارة أو الأبواب المتحركة بشكل الي والتي يمكن تجنبها بقليل من الانتباه.

الخلاصة:
يمكنك تجنب الكثير من الحوادث بحذف عوامل الخطر المؤدية إليها وبمعرفة القسم الشائع منها وخاصة الجزء الأكثر خطورة ضمن هذا القسم الشائع.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

باستمراركم في تصفح هذا الموقع، نعتبر أنكم موافقون على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" أو التقنيات الأخرى المماثلة لها والتي تتيح قياس نسب المتابعة وتقترح عليكم خاصيات تشغيل ذات صلة بمواقع التواصل الاجتماعي أو محتويات أخرى أو إعلانات قائمة على خياراتكم الشخصية

موافق

This will close in 0 seconds