النوم يعد الحصول على قسط كافي من النّوم ضروري وأساسي للحفاظ على صحة الأفراد العقليّة والجسديّة والنّفسيّة، فقد تمّ الرّبط بين أوضاع النّوم وتأثيرها على الصحّة، ويسهم النوم في زيادة نسبة تركيز الفرد وطاقته اليوميّة وإنتاجيّته، كما إنّ النّوم يحمل تأثيرًا كبيرًا على صحّة ومناعة الأفراد، وخطر إصابتهم بالأمراض ونمط حياتهم اليومي وأوزانهم، بالإضافة إلى أنّ النّوم يؤثّر على نفسيّة الأفراد وطبيعة مشاعرهم وكيفيّة تعبيرهم عنها، وبالإضافة إلى أهميّة الحصول على عدد ساعات النّوم الكافية اعتمادًا على عمر الفرد، فإنّه يجب الاهتمام بنوعيّة النّوم أيضًا.
أوضاع النوم وتأثيرها على الصحة
يعود الرّبط بين أوضاع النّوم وتأثيرها على الصحّة، إلا أنّ وضعيّة نوم الفرد تؤثّر على نومه، والنّوم يحمل تأثيرًا على صحّة الفرد، وما يأتي أهم أوضاع النّوم وتأثيرها على صحّة الأفراد:
النوم على الظهر
إنّ وضعيّة النّوم على الظّهر تعد المثلى للنّوم لمعظم الأفراد؛ فقد تسهم في التّخلّص من مشكلة ارتداد حمض المعدة عند وجود وسادة داعمة للرّأس،[٢] ووجود وسادة عند الرّكبتين قد يقلل من الضّغط وألم العضلات والعظام، كما إنّ رفع السّاقين فوق مستوى القلب يسهم في علاج تحبّس السّوائل في الأطراف بسبب ضعف عضلة القلب. بينما قد يواجه الأفراد المصابون بمشاكل تنفسيّة بعض الصّعوبات عند النّوم على الظّهر؛ فيعلو صوت الشّخير وتزداد حدّته، ويزداد انسداد الأنف وتنفّس الفم الذي يتسبّب برجوع مستوى اللّسان، والذي قد يؤدّي لظهور أعراض توقّف التّنفّس أثناء النّوم.
النوم على البطن
تسهم وضعيّة النّوم على البطن في زيادة الرّاحة في النّوم إن كان مكان النّوم غير مريح، كما إنّها تعمل على الحفاظ على الحرارة،[٣] وتسهم في التّخفيف من الشّخير. ولكنّها ترتبط بالعديد من الآثار السّلبيّة؛ فقد يؤدي النّوم على البطن إلى حدوث آلام في الرّقبة، لأن الوجه يكون ملتف لأحد الجانبين، كما قد يحدث ألم في عضلات الكتف أو منطقة الظهر العلوية فهي ليست الوضعيّة المثاليّة لهم، وقد تتسبّب في الضّغط على العضلات والمفاصل وخدران وتهيّج الأعصاب،[٢] إضافةً إلى تأثّر التّنفّس؛ بحيث تصبح حركة القفص الصدري والحجاب الحاجز محدودة وتؤدي لعدم اتّساع حجم الرّئة كما يجب عند الشّهيق.
النوم على الجنب الأيسر
قد يكون النّوم على الجنب الأيسر هو الحل الأمثل لمشاكل التّنفّس؛ ولعلاج الشّخير وتوقف التّنفس أثناء النوم، كما قد يخفّف آلام الظّهر والضّغط على المثانة عند المرأة الحامل، وتخفيف الشّعور بالآلام المرتبطة بمفاصل الجزء الأيمن من الجسم. ولكن يتسبّب النّوم على الجنب الأيسر في ضغط الرّئتان على القلب؛ والذي قد يؤثر على وظيفة القلب وإجهاده، فيستجيب القلب عبر تنشيط الكلى، وزيادة التّبوّل في اللّيل، كما وقد يتسبّب في حدوث الضّغط على أعصاب وعضلات الجهة اليسرى من الجسم، والشّعور بألم في الكتف والورك وأسفل الظّهر.
النوم على الجنب الأيمن
قد يكون النّوم على الجنب الأيمن حل فعّال لعلاج مشاكل الجهاز التّنفّسي؛ كالشّخير وتوقف التّنفس أثناء النوم، كما يسهم في تخفيف الشّعور بالآلام المرتبطة بمفاصل الجزء الأيسر من الجسم. ولكن عند النّوم على الجنب الأيمن يميل القلب نحو الرّئة اليمنى؛ والذي يقلّل من حجم الرّئة، وهو ما يؤثّر سلبًا على مستويات الأوكسجين في الدّم، ويجهد نظام القلب والأوعية الدّمويّة، إضافةً إلى إنّه قد يؤدي إلى الضّغط على الأعصاب اليمنى وإصاباتها بالاعتلال، وقد يؤدّي إلى الشّعور بألم في الكتف والورك وأسفل الظهر.