سلطت صحيفة (الأهرام) المصرية، في عددها الصادر اليوم الخميس، الضوء على الإصلاحات العميقة والإصلاحات الكبرى التي حققها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأبرزت الصحيفة في مقال نشرته تحت عنوان “المغرب.. ربع قرن من الإصلاح والتنمية”، أن المغرب خلد ، يوم 30 يوليوز الماضي، ذكرى مرور 25 عاما على اعتلاء جلالة الملك العرش، وهي مناسبة لاستحضار الإنجازات والوقوف عند الرهانات المستقبلية، مؤكدة أنه “على مدى ربع قرن، رسخ ملك المغرب مكانته كقائد ملهم بفضل قيادته الرشيدة وتوجيهاته السديدة. وأسس لعهد جديد من التلاحم بين العرش والشعب”.
وسجلت وفاء صندي، كاتبة المقال، في هذا الصدد، أن جلالة الملك يؤمن بأن قوة الدولة تكمن فى قوة مؤسساتها ووحدة وتلاحم مكوناتها الوطنية. وقد أثبت هذا التلاحم، على الدوام، أنه السلاح الأقوى في مواجهة التحديات والأزمات والكوارث، وأنه العنصر الأهم في الحفاظ على استقرار البلاد وتطورها.
وعلى خطى أسلافه، تبرز الصحيفة، تشهد فترة حكم الملك محمد السادس “تحقيق نهضة كان لها بالغ الأثر على واقع المغرب ومسيرته نحو التقدم ، كما شهدت المملكة إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية غيرت وجه المغرب واقتصاده ومؤسساته ومجتمعه، وجعلته عنوانا للتنمية والتقدم، ورمزا للإصرار على صناعة المستحيل”.
وبحسب (الأهرام)، فقد أولى جلالة الملك اهتماما بالإصلاح السياسي من خلال تعزيز الديمقراطية وتقوية دور المؤسسات الوطنية، وتعديل الدستور ، كما سعى نحو تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال تحسين مناخ الاستثمار وتعزيز القطاع الخاص، وتنويع المصادر الاقتصادية وتحسين البنية التحتية والاستثمار في القطاعات الحيوية مثل الطاقة والنقل والاتصالات.
كما عمل جلالة الملك، تضيف الصحيفة، على تعزيز حقوق المرأة وتكريس المصالحة من خلال هيئة الانصاف والمصالحة. بالإضافة الى ذلك، أولى جلالته اهتماما خاصا بالقضايا الاجتماعية، مشيرة في هذا السياق إلى الدور الذي تضطلع به مؤسسة محمد الخامس للتضامن، باعتبارها مؤسسة تسعى لمواجهة الفقر والفوارق الاجتماعية على نطاق واسع، وذلك عبر تعبئة الأفراد والقوى الجماعية فى إطار ميثاق اجتماعى مغربى قائم على قيم التعاون والكرم والتضامن، التى تعد من مرتكزات الثقافة المغربية، مشيرة الى ان تشمل برامج المؤسسة نطاقا واسعا من التدخلات، عبر أنشطة متخصصة في مجالات العمل الإنساني والتربية والصحة والتشغيل، بالإضافة الى التمكين الاقتصادي.
وأضافت كاتبة المقال أنه فى سياق تكريس التوجه الاجتماعي الملكي، ورغبة من جلالته في تقليص الفوارق الطبقية ورفع مستوى المجتمع، أطلق جلالة الملك محمد السادس في عام 2005، مشروعا مجتمعيا تنمويا أطلق عليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي استهدفت تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات الفقيرة وجعل المواطن المغربي أساس الرهان التنموي، وذلك عبر تبنى منهج تنظيمي خاص قوامه الاندماج والمشاركة.
وذكرت أنه استكمالا لكل الجهود المبذولة واهتماما بتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية لجميع المواطنين، أطلق جلالة الملك ، في سنة 2021، مشروع تعميم الحماية الاجتماعية، وهو المشروع الاجتماعي التنموي الذي يروم تقليص الفقر ومحاربة كل أشكال الهشاشة، ودعم القدرة الشرائية للأسر، وتعميم التأمين الصحي الإجباري على جميع المواطنات والمواطنين، وتعميم التعويضات العائلية والتعويض عن فقدان الشغل، وتوسيع نظام التقاعد.
وقالت إن مشروع تعميم الحماية الاجتماعية يعد ” تحولا نوعيا في النموذج الاجتماعي المغربي. بالإضافة الى كونه أولوية وطنية ومسؤولية مشتركة بين الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات والمقاولات العمومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمواطنين، فهو يعتبر ثورة اجتماعية حقيقية، ونقطة تحول فى مسار الإصلاح الشامل للحماية الاجتماعية في المملكة” .
وأكدت الصحيفة أن هذا المشروع المجتمعي غير المسبوق يسعى لتجاوز عوائق نظام الحماية الاجتماعية السابق الذى يتسم بتعدد البرامج وتنوع الفاعلين وعدم وجود نظام استهداف موحد، معتبرة أن مشروع تعميم الحماية الاجتماعية يسعى إلى تكريس الدولة الاجتماعية المبنية على التضامن والإنصاف والعدالة الاجتماعية.
وخلصت الصحيفة إلى أنه “لا شك فى أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس. إنه مغرب أقوى، وأكثر تنمية و ديمقراطية وحفظا لكرامة المواطن وحقوقه. ولأن الرهانات كبيرة ومسيرة العطاء والتنمية مستمرة، فإن انتظارات المستقبل، تحت لواء الملك محمد السادس، موسومة بالمزيد من الإصلاحات العميقة والإنجازات التي سيكتبها التاريخ بمداد من ذهب”.