شكل موضوع “تدريس المهارات الناعمة: الآليات، مهارات التدريس، وأدوار الفاعلين”، محور ندوة دولية انطلقت اليوم الإثنين بمراكش، في إطار برنامج “إيراسموس ” الممول من قبل الاتحاد الأوروبي.
وتروم هذه الندوة المنظمة على مدى يومين بمبادرة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والمكتب الوطني لبرنامج “إيراسموس” المغرب، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “ايسيسكو”، وجامعة القاضي عياض بمراكش، تسليط الضوء على كيفية تدريس المهارات الناعمة أو الأفقية، والآليات الضرورية لتلقينها.
كما تهدف إلى تعزيز التبادل العلمي والتجارب الناجحة بين الخبراء والأساتذة الباحثين، وخلق فضاءات للتواصل بين الجامعات المغربية ونظيرتها الدولية، وتحديد المهارات غير التقنية اللازمة للتأطير في مختلف مستويات التكوين في مهن التعليم ( الإجازة، الماستر، والدكتوراه)، فضلا عن تقييم وتثمين الأنشطة الموازية الجامعية، وتطوير شراكات لتوفير الموارد البيداغوجية الرقمية، وعرض تجارب دولية وأوربية.
وتطرق المشاركون إلى أهمية تلقين المهارات الناعمة في بناء أجيال جامعية جديدة تساير التحولات الرقمية والاقتصادية التي يعرفها العالم، مبرزين ضرورة تأهيل الطلبة لمسايرة منظومة الإصلاح الجامعي الجديد، والعمل على تنمية المهارات الحياتية لدى الأطفال بمستوى التعليم الأولي، ومنها مهارات التركيز، والتواصل، وضبط الوقت، والاعتماد على النفس، ومناقشة الأنشطة المقترحة لتنمية هذه المهارات.
وأوضحت لطيفة دعداوي، المنسقة الوطنية لبرنامج الإتحاد الأوربي “إيراسموس” بالمغرب، أن تنظيم هذه الندوة يندرج في إطار برنامج “إيراسموس” الذي يموله الإتحاد الأوروبي، بهدف تعزيز دور الجامعات، والوزارة الوصية والمؤسسات الثقافية، والمقاولات في تلقين هذه المهارات الحياتية والعملية.
وأضافت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء يشكل فرصة للاستفادة من تجربة الإتحاد الأوروبي في هذا المجال، لتجويد تدريس المهارات الناعمة، مبرزة أهمية الأنشطة الموازية الجامعية التي تعتبر آلية من آليات تلقين وتدريس المهارات الحياتية.
كما أبرزت أهمية الشراكة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في تحديد سبل الاستفادة من تلقين المهارات .
من جانبها، قالت خديجة الحريري، مديرة المدرسة العليا للأساتذة التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، إن الندوة تهدف إلى وضع تقييم أولي لتنزيل المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار الذي عرف تغييرات شاملة بإدماج المهارات على شكل وحدات في الأسدس الأول إلى الدكتوراه (الإجازة، الماستر، والدكتوراه).
وأكدت في تصريح مماثل، أن الدراسات أثبتت أهمية هذه المهارات في تكوين شخصية خرجي الجامعات، مشيرة إلى أنها تشكل مناسبة لتقاسم التجارب مع خبراء دوليين حول المهارات الناعمة في مجالات الرقمنة، وتكوين الشخصية، والفن والثقافة.
وتعرف الندوة مشاركة أساتذة جامعيين وخبراء مغاربة وأجانب، ومسؤولين عن الحياة الطلابية والأنشطة الموازية الجامعية.