نظم منتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة، مساء السبت بمدينة وزان، ندوة وطنية حول دور الإعلام في التنمية، بحضور ثلة من الإعلاميين والفاعلين في الشأن الثقافي.
وتهدف الندوة، المنظمة بمناسبة تخليد الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال المجيد واليوم الوطني للإعلام، إلى تسليط الضوء على الأدوار التي يمكن ان يضطلع بها الإعلام، على الصعيدين المحلي والوطني، في مواكبة المشاريع التنموية والترافع عن القضايا التي تهم مدينة وزان وإقليمها، لاسيما ما يتعلق بالتنمية المستدامة.
وأبرزت مداخلات المشاركين أن الإعلام ليس مجرد قناة للتواصل ونشر المعلومات، بل هو وسيلة تضمن المشاركة المواطنة لمختلف فئات المجتمع من خلال تعبيره عن وجهات نظر متعددة بشأن القضايا المطروحة في الشأن العام، داعين إلى تقوية النسيج الإعلامي المحلي بإقليم وزان، عبر هيكلة المؤسسات القائمة وجعلها تستجيب لمقتضيات قانون الصحافة والنشر.
كما أوضحت المداخلات أن دور الإعلام في التنمية المحلية يتجلى بالأساس في مراقبة تدبير الشأن العام المحلي، والترافع عن القضايا التنموية بإقليم وزان من أجل ضمان عدالة مجالية وديموغرافية على المستوى الجهوي، وتسويق صورة الإقليم كمجال ترابي واعد مستقطب للاستثمارات والمشاريع، إلى جانب دوره التربوي في ترسيخ السلوكيات الإيجابية وتغيير البنية الذهنية لكي تكون حاضنة لكل المشاريع التنموية المبرمجة.
في هذا السياق، شددت المداخلات على ضرورة التكوين والتأطير للفاعلين الإعلاميين المحليين من أجل تمكينهم من تملك القواعد المهنية والمعايير الأخلاقية المعمول بها، وأيضا تحسيسيهم بأهمية الإعلام في التنمية باعتبار دوره المحوري في صياغة الراي العام وإطلاعه على مختلف المشاريع والبرامج التنموية المسطرة.
كما شدد المشاركون على ضرورة أن تشمل هذه المبادرات التكوينية الفاعلين في الإعلام الكلاسيكي وأيضا في الوسائط الإعلامية الجديدة، لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبح دورها التواصلي متزايدا خلال السنوات الأخيرة.
وتطرق بعض المتدخلين إلى ضرورة عمل الإعلام على إبراز مكونات الهوية الوزانية، لاسيما ما يتعلق بالبعد الروحي والصوفي للمدينة، التي تحتضن واحدة من أعرق الزوايا بالمغرب، إلى جانب موروثها الثقافي العريق ومدينتها العتيقة، مشيدين في هذا السياق بانعقاد ملتقيات ولقاءات سنوية تهتم بالتراث الصوفي والمديح والسماع في تكريس صورة المدينة الروحية.
وخلص المشاركون إلى ان استغلال المؤهلات التي تزخر بها مدينة وزان يقتضي وضع استراتيجية تواصلية أفقية بمساهمة كافة المتداخلين، يضطلع فيها الإعلام بدور محوري من أجل الترويج لإقليم وزان، باعتباره مجالات ترابيا منخرطا في التنمية المستدامة وأرضية لاستقطاب استثمارات صناعية وسياحية وثقافية واجتماعية.