عادل بوحجاري: 20 دقيقة
في الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء، ألقى صاحب الجلالة الملك محمد السادس خطاباً سامياً أكد فيه على القيم السامية لهذا الحدث التاريخي الذي جسد الوحدة الوطنية والسلمية.
واعتبر جلالته أن المسيرة الخضراء لم تكن مجرد محطة تاريخية لاسترجاع الأقاليم الصحراوية، بل كانت بداية لترسيخ نهج سيادي قائم على الشرعية والحق والالتزام الوطني.
واستعرض جلالة الملك ثلاثة عناصر أساسية حققت واقعاً لا رجعة فيه على المستوى المحلي والدولي:
اولا التشبث بالوحدة الوطنية: ارتباط أبناء الصحراء بمغربيتهم وولائهم التاريخي للوطن، وهو ما تعزز من خلال روابط البيعة التي تجسد روح الوطنية.
ثانيا التنمية المستدامة والاستقرار: شهدت الأقاليم الجنوبية نهضة تنموية شاملة تنعكس في الأمن والاستقرار الذي يعيشه سكان المنطقة.
ثالثا الاعتراف الدولي المتزايد: تطور الدعم الدولي لمغربية الصحراء بشكل ملحوظ، مع التأييد الكبير لمبادرة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب كأساس لحل دائم وعادل.
ووجه جلالته في خطابه رسائل حازمة إلى العالم والمجتمع الدولي
حيث أوضح جلالة الملك التحديات التي تواجه قضية الصحراء المغربية في المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن بعض الأطراف لا تزال تتمسك بأوهام الماضي، وتروج أطروحات متجاوزة كالاستفتاء، رغم أن الأمم المتحدة تخلت عن هذا الخيار.
وفي هذا السياق، طالب جلالته بضرورة قيام الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها عبر تمييز واضح بين الواقع الشرعي الذي يعبر عنه المغرب في صحرائه وبين الأطروحات التي عفى عليها الزمن.
وفي رسالة ثانية وهي خطوة تهدف إلى تعزيز ارتباط الجالية المغربية بالوطن الأم، أعلن جلالة الملك عن مشروع إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بالمغاربة المقيمين بالخارج. تضمنت هذه الخطوة إنشاء هيئتين رئيسيتين:
الاولى مجلس الجالية المغربية بالخارج: كمؤسسة مستقلة تضطلع بدور تقديم الاقتراحات ودراسة أوضاع الجالية.
الثانية المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج: كذراع تنفيذي ينسق ويشرف على تنفيذ السياسات العمومية، وتبسيط الإجراءات الخاصة بأفراد الجالية وتوفير مناخ ملائم لاستثماراتهم.
واختتم جلالة الملك خطابه بالإشادة بتضحيات جيل المسيرة الخضراء، مؤكداً على أهمية مواصلة تعبئة الجهود لتعزيز المكاسب، مشدداً على ضرورة أن تشمل ثمار التنمية جميع مناطق الوطن. وأضاف جلالته أن ذكرى المسيرة الخضراء تشكل دافعاً لمواصلة البناء التنموي في كل ربوع المملكة، وفاءً لروح الملك الراحل الحسن الثاني، مبدع المسيرة، وتخليداً لذكرى الشهداء الذين ضحوا من أجل الوطن.
الخطاب الملكي جاء ليعزز الوحدة الوطنية، ويؤكد مواصلة التزام المغرب بحقوقه الترابية والسيادية، ويضع خارطة طريق طموحة لخدمة المواطنين سواء في الداخل أو بين أفراد الجالية بالخارج.