أكد خبراء من معهد إدارة المشاريع، يوم السبت بالرباط، على أهمية الذكاء الاصطناعي بالنسبة لمدراء المشاريع، وذلك من خلال تسليط الضوء على الاستخدامات والفرص، بالإضافة إلى التحديات والقيود والمخاطر التي تواجه هذه التكنولوجيا الثورية.
وناقش المشاركون في الحدث السنوي الرابع لمعهد إدارة المشاريع في المغرب، الذي انعقد تحت شعار « الذكاء الاصطناعي، الحليف الجديد للمدراء: نحو عصر جديد من الأداء والابتكار »، دور الذكاء الاصطناعي في إنجاح إدارة المشاريع وتحفيز الابتكار وتوقع اتجاهات السوق والإنجاز الآلي للمهام، وتحسين الموارد البشرية، والكفاءة والأداء وتجربة الزبناء.
وأبرزت رئيسة معهد إدارة المشاريع في المغرب، سارة شتوي، في كلمة بالمناسبة، أن الفرع المغربي لمعهد إدارة المشاريع في المغرب يعمل على « ترسيخ ثقافة المهنية » في إدارة المشاريع من أجل « تعزيز الممارسات الفضلى على المستوى الوطني »، حيث يوفر منصة فريدة من نوعها للمهنيين من مختلف القطاعات، لتبادل الخبرات ومواكبة تطورهم المهني.
وأشارت السيدة شتوي إلى أن معهد إدارة المشاريع في المغرب يساهم بشكل كبير في تطوير رأس المال البشري بالمغرب، لافتة إلى أن اختيار موضوع هذا الاجتماع لم يكن من قبيل الصدفة، نظرا لأهمية التقنيات الحديثة، لا سيما الذكاء الاصطناعي في عالم التسيير وإدارة المشاريع.
واعتبرت رئيسة المعهد أن استخدام الذكاء الاصطناعي يتطلب اكتساب مهارات جديدة من أجل الاستفادة الكاملة من فوائده العديدة، لا سيما فيما يتعلق بالتخطيط ومراقبة المشاريع وتخصيص الموارد، موضحة أن هذه التكنولوجيا الجديدة تمكن مدير المشروع أيضا من استباق المخاطر والحيلولة دون وقوعها، والتركيز على اتخاذ القرارات الاستراتيجية وتحسين مهارات الفريق الذي يديره.
ومن جهتها، أبرزت رئيسة مجلس إدارة معهد إدارة المشاريع، لوان بيكارد، أن الذكاء الاصطناعي هو أحد الاتجاهات الرئيسية لسنة 2024، مؤكدة أنه يعمل على تشكيل إدارة المشاريع، لا سيما من خلال جعل الذكاء الاصطناعي التوليدي أداة أكثر سهولة وفعالية، ما يمكن المديرين من تعزيز نجاح مشاريعهم وتنفيذ التحولات الحاسمة بنجاح.
كما أوضحت الخبيرة أن الذكاء الاصطناعي أداة أساسية قادرة على تقديم حلول مبتكرة لمجموعة واسعة من المشاكل المرتبطة بالعمليات التشغيلية للشركات ومجالات تدخلها، ما يساعد على ضمان نجاح المشاريع التي يتم تنفيذها، داعية المهنيين إلى الاستفادة منه بشكل أكبر، وجعل التأثير الاجتماعي هدفا أساسيا يجب أخذه بعين الاعتبار عند اعتماده.
من جانبه، سلط المدير العام لمعهد إدارة المشاريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هاني الشاذلي، الضوء على المهارات الضرورية التي يجب تملكها من أجل تسهيل إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي في مسار تدبير المشروع، مؤكدا على أهمية إعمال الحس النقدي عند قراءة الرؤى التي يولدها الذكاء الاصطناعي، والحاجة إلى التعاون والتواصل مع المتخصصين في هذه التكنولوجيا، والأخذ في الحسبان الإعتبارات الأخلاقية، والحاجة إلى إحداث تغيير في أساليب العمل التي تحكم طريقة عمل المقاولة، والحاجة إلى تبني موقف تشاركي عندما يتعلق الأمر بدعم التغيير.
وأضاف السيد الشاذلي أن الاستراتيجيات الرئيسية التي يجب وضعها لاعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي في إدارة المشاريع تشمل الإنجاز الآلي للمهام ذات المستوى المنخفض من التعقيد والتي تتطلب تدخلا بشريا قليلا، بالإضافة إلى دعوة الخبراء لمراجعة تحليلات الذكاء الاصطناعي واستكمالها، وحث المهنيين على دمج هذه التكنولوجيا مع أنظمتهم الحالية، وتدريب الفرق، ومراعاة قضايا حماية البيانات والأمن، وضمان امتثال أدوات الذكاء الاصطناعي للوائح الحالية.
ويشكل هذا الحدث السنوي، الذي ينظمه معهد إدارة المشاريع فرع المغرب، موعدا هاما لمهنيي إدارة المشاريع، حيث يجمع القادة والخبراء والفاعلين من مختلف القطاعات لاستكشاف الاتجاهات الناشئة، وتعزيز المهارات الإدارية ومشاركة الممارسات الفضلى في إدارة المشاريع والابتكار.
وتأسس فرع معهد إدارة المشاريع في المغرب في يونيو 2010، وهو الممثل المحلي لمعهد إدارة المشاريع، ويضم حاليا 277 عضوا نشطا، موزعين على 10 جهات في المملكة، بما في ذلك أكثر من 8 في المائة من الأعضاء من الجالية المغربية بالخارج. ويعمل الفرع بنشاط لتعزيز أفضل الممارسات في مجال إدارة المشاريع على المستوى الوطني، مع تزويد المهنيين بمنصة لتبادل الخبرات، مخصصة لتحسين آدائهم وتطورهم الدائم