الثبات بعد رمضان

23 مايو 2020
الثبات بعد رمضان

شهر رمضان المبارك

يعدّ شهر رمضان المبارك من أفضل الشهور التي اختصها الله تعالى بالفضل العظيم، حيث يتسابق المسلمون في هذا الشهر الفضيل على أداء الطاعات والعبادات التي تقربهم من الله تعالى؛ طمعاً في نيل مرضاته ورضوانه في هذه الأيام المباركة، فتتنوّع العبادات في هذه الأيام من صيام النهار، وقيام الليل، وقراءة القرآن الكريم، وإعطاء الصدقات، وغيرها الكثير من الأعمال، كما تمتاز العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل بمزيد فضلٍ؛ إذ إنّه يعظم فيها الأجر ويزداد فيها الثواب، كما يتخلل هذه العشر ليلة القدر؛ التي تعدّ خيراً من ألف شهرٍ، يُكثر فيها المسلمون من العبادات والطاعات وأعمال الخير، والفائز من المسلمين من يحرص على اغتنام هذه الليلة وعدم التفريط بساعاتها، قال الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).

الثبات بعد رمضان

إنّ الثبات على أمرٍ ما يحتاج إلى قدرٍ من الصبر والاجتهاد؛ لذا لا بُدّ للمسلم من الاستعانة بالله تعالى بالدعاء والرجاء، بأن يثبت على ما كان يداوم عليه من الطاعات خلال شهر رمضان المبارك؛ فقد يصاب المسلم بالتقاعس والفتور في أداء الطاعات التي اعتاد على القيام بها في شهر رمضان، وما يواجهه من ملهيات الدنيا وانشغالاتها، فكان من أهم الوسائل التي تساعد المسلم على الثبات بعد رمضان ما يأتي:

ملازمة الدعاء؛ حيث يعدّ من أهم الوسائل التي تعين المسلم على الثبات، فالمداومة على الدعاء والاستعانة بالله تعالى؛ بأن يسأل المسلم الله الثبات على ما كان عليه من جميل الطاعات وأحسنها وكلّ ما يقربه من الله تعالى، فعن شداد بن أوس رضي الله عنه، أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (اللَّهمَّ إنِّي أسألُك الثَّباتَ في الأمرِ، والعزيمةَ على الرُّشدِ).

استذكار الثواب والأجر العظيم الذي أعدّه الله تعالى لعباده الذين يداومون على طاعته وتعظيمه كما يستحق، فكلّما استذكر المسلم الذي يجاهد نفسه على الطاعة، عظيم الثواب الذي ينتظره يوم القيامة، جاهد نفسه ولزم العبادات التي اعتاد عليها في رمضان.

المداومة على العبادات التي تقرب العبد من الله تعالى وإن كانت قليلةً، وعلى المسلم ألّا يقلّل من شأن أيّ عملٍ يزيده قرباً من الله تعالى وإن صغر؛ فقد يكون سبباً في دخول الجنّة والنجاة من عذاب الله يوم القيامة، فعن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يا أيُّها الناسُ، خُذوا مِن الأعمالِ ما تُطِيقُون، فإن اللهَ لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا، وإنَّ أحبَّ الأعمالِ إلى اللهِ ما دامَ وإن قلَّ).

الحذر من وساوس الشيطان ومن إتباع خطواته التي مرادها إهلاك كلّ من يبتغي القرب من الله تعالى، وأن يُضلّ المسلمين عن السبيل والصراط المستقيم الذي ارتضاه الله لعباده، فقد قال تعالى: (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ).

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

باستمراركم في تصفح هذا الموقع، نعتبر أنكم موافقون على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" أو التقنيات الأخرى المماثلة لها والتي تتيح قياس نسب المتابعة وتقترح عليكم خاصيات تشغيل ذات صلة بمواقع التواصل الاجتماعي أو محتويات أخرى أو إعلانات قائمة على خياراتكم الشخصية

موافق

This will close in 0 seconds