“الدم مقابل الإنتصار”..مبدأ موروث بالأدغال الإفريقية
يقول عز وجل في كتابه العزيز من سورة طه الأية 69 : وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ”.
تصدر فريق شباب الريف الحسيمي عناوين مختلف المواقع و الصحف الوطنية بعد الفيديو الذي نشره موقع “20 دقيقة” بخصوص الطقوس التي قام بها الفريق خلال مقابلة الأمس أمام أولمبيك الدشيرة و التي آلت نتيجتها للفريق الحسيمي.
لطالما اعتبر المغرب بلدا مشهورا بالسحر الأسود، واتهم مرارا على صعيد عدة منابر إعلامية عربية بممارسته، لكن في كرة القدم لم يشهد التاريخ المغربي حكايات كبيرة في هذا المجال، بل يمكن القول أنه شبه منعدم، وإن تم ذلك ففي سرية تامة، وبعيداً عن وسائل الإعلام والجماهير.
وتنتشر على الملاعب المغربية عادة يمارسها تقريباً كل الشعوب العربية والأفريقية، وهي ذبح ثور أو كبش أو ديك على أرضية الملعب لفك النحس، أو حين افتتاحه، لكن السحر الأسود ظل بعيداً عن كرة القدم المغربية، وحتى الحكايات القليلة التي وقعت تبقى من قبيل طمس أحجبة في الملعب أو رش بعض المواد الخاصة لفك النحس أو البخور في غرف الملابس، وهي أشياء عادية ولا تصل لما يجري في أفريقيا.
ورغم كون الاتحاد الأفريقي منع استعمال السحر على الملاعب الأفريقية، لكنه ظل عاجزا عن معاقبة الممارسين، بينما رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم ”الفيفا“ معاقبة المشعوذين في الملاعب واعتبر الأمر موروثا ثقافيا خاصا بالدول التي تمارسه وسمح لبعض المنتخبات والفرق باصطحاب مشعوذين في عدة تظاهرات.
في الغالب تذبح ثيران أو أكباش أو دجاج على أرضية الملاعب وتستعمل هذه الطريقة لطرد نحس النتائج السلبية وتستعمل حتى في الدول العربية في أفريقيا وآسيا وحدثت عدة وقائع تؤكد ذلك في المغرب ومصر والجزائر وتونس وهي دول رائدة أفريقيا في كرة القدم.
الدفاع الحسني الجديدي أول المكتشفين
كان فريق الدفاع الحسني الجديدي سباقا إلى العمل بمبدأ “الدم مقابل الانتصار”، حيث أقدم رئيس الفريق في بداية التسعينيات، على نحر كبش في مرمى ملعب العبدي أملا في طرد نحس النتائج السلبية التي لازمت الفريق الجديدي وهددت وجوده ضمن القسم الوطني الأول، لكن الوصفة لم تكن كافية لطرد النحس من الملعب، بل توالت إخفاقات الفريق قبل أن يجد نفسه في قعر الترتيب.
الرجاء البيضاوي يسير على نفس الخطة
في نهاية الموسم الرياضي 2006-2007، قرر المكتب المسير للرجاء الرياضي، التصدي لسوء الطالع الذي لازم الفريق، بعد مسار مليء بالإخفاقات في مشوار البطولة الوطنية، فعلى غير العادة تحول نادي الرجاء من فريق يبحث عن التتويج وهو الحامل للقب العربي، إلى فريق يسعى إلى الانعتاق من حبال تجره نحو قعر الترتيب. اشترى المسيرون عجلا واستعانوا بجزار “رجاوي” قال وهو يهم بنحر الأضحية، إن الدم الذي سيتدفق على أرضية مركب الوازيس يكفي لطرد الأرواح الشريرة نحو ملاعب الخصوم، قبل أن يباشر مهمة أريد لها أن تحاط بالسرية المطلقة، لكن الدم لم يكن كافيا لوقف النزيف حيث تواصلت سلسلة النتائج السلبية، بل إن أحد الرجاويين المتذمرين من هذا السلوك، قال في الجمع العام ساخرا من المسؤولين، «لقد أخطأتم حين ذبحتم العجل في مرمى ملعب مخصص للتداريب، فلم يحقق فريقنا الانتصارات إلا في الحصص التدريبية».
اتحاد المحمدية و “دم الصعود”
حين شعر مسؤولو اتحاد المحمدية بأن رهانهم على الصعود إلى القسم الأول قد تلاشى، وأن السرعة النهائية قد أجهزت على كل حظوظ فريق فضالة في العودة إلى دوري الأضواء، قرروا العمل بنصيحة دجال، فاشتروا عجلا من أحد أسواق المنطقة وتوجهوا إلى ملعب البشير في سرية تامة، جاء قرار عاجل من إدارة النادي يقضي بنقل “الوزيعة” إلى مقر النادي بالعالية، هناك وضعت الترتيبات الخاصة بتوزيع اللحم على المقربين من المكتب المسير.
أمل سيدي بنور يطرد الأرواح الشريرة من ملعبه
على غرار باقي الفرق الوطنية التي استعانت على قضاء حوائجها بالكتمان، فإن فريق أمل سيدي بنور المنتمي إلى صنف الهواة، قرر أن يذبح خروفا في مرمى الملعب البلدي خلال إحدى الحصص التدريبية للفريق بحضور اللاعبين والمدرب ثم رئيس النادي، الذي تحمل صوائر العملية التي يراد بها طرد النحس الراقد في المرمى، والذي “حال دون تحقيق نتائج إيجابية في عقر داره”.
الملحة و التفوسيخة
في مباراة الوداد ضد نادي الصفاقسي بمناسبة نصف نهاية كأس العرب، وفي آخر حصة تدريبية للفريق التونسي، تسلل مشعوذ انتحل صفة صحافي، حمل معه حاسوبا، جلس أمام شباك المرمى وشرع في سحره، قبل أن يفطن أحد أعضاء الوداد للأمر ويعمد إلى إخبار رجال الأمن الذين أخرجوا الرجل من الملعب، تحت استهجان كل الذين حضروا الحصة التدريبية. وفي السادسة صباحا من اليوم الموالي وبتوصيات مسؤول ودادي، عمل رجال الأمن الخاص بالفريق الأحمر على رش الملح في المرمى لفسخ طلاسم المشعوذ التونسي، لتنهي الوداد لقاءها بفوز مستحق.
موسى نداو بالأبيض والحكة
تختلف طقوس الشعوذة من بلد إلى آخر، ففي لقاء نصف نهاية كأس إفريقيا الذي جمع بين الوداد البيضاوي وأسيك أبيدجان، عمد المهاجم الودادي موسى نداو إلى طلاء جسمه بصباغة بيضاء لإبطال سحر الخصوم وتسجيل الهدف، وقد كان منظر اللاعب مثيرا للضحك، ولم يسجل يومها أي هدف على غير العادة، وفي نفس الإقصائيات وبنيجيريا، لم يتمكن كل اللاعبين من تغيير ملابسهم بمستودع الملابس بسبب “الحكة” التي أحس بها الجميع، فغادروا المستودع وغيروا ملابسهم بجانب المستطيل الأخضر.
غبار أبيض في لقاء المغرب والطوغو
في اللقاء الأخير الذي جمع المنتخب المغربي بنظيره الطوغولي، لم يخل المشهد الرياضي من مظاهر الشعوذة، فقد رصدت الكاميرا في شريط مصور يبث على شبكة اليوتوب لاعبا طوغوليا يرمي بغبار أبيض في الملعب أثناء دقائق اللقاء في غفلة من الجميع.
الماء في مباراة الجديدة والخميسات
في الجديدة اتخدت الشعوذة أشكالا عديدة، فقد اضطر الفريق يوما إلى ذبح بقرة لطرد نحس النتائج السلبية، وعاد بعد مغادرة طاليب للفريق ليدخل في متاهة الشعوذة من جديد، فقد لاحظ أحد أعضاء الفريق أطفالا صغارا يرشون الماء في المرمى في الليلة التي سبقت لقاء الفريق بالإتحاد الزموري للخميسات، قبل أن يدخل أحد المكلفين بالملابس ليرش ماء آخر يبطل مفعول الذي سبقه في فترة ما بين الشوطين.
قطعة معدنية عطلت فوز الرجاء
في مباراة الرجاء ضد فريق من الكونغو برازافيل، تعب الرجاء طويلا قبل أن يسجل هدف النصر، دقائق قليلة قبل نهاية المباراة، فبعد أن استعصى أمر الوصول إلى مرمى الفريق الخصم تسلل طفل صغير من المكلفين بإرجاع الكرة إلى الشبكة ليخرج قطعة معدنية تم وضعها فوق خط المرمى، ومن محاسن الصدف أن الرجاء سجل الهدف بعد ذلك بفترة وجيزة.
“عتروس” أولمبيك آسفي
في موسم 2005/2006، عاندت النتائج فريق أولمبيك أسفي، الذي تذيل أسفل الترتيب ولم يعرف طريقه إلى النصر، وبعد تزايد مخاوف الفريق، لجأ أحد مسيريه إلى سلك نهج الخرافة، اشترى “عتروسا” وقدمه لحارس الملعب ثم أمره بذبحه لطرد الأرواح الشريرة التي تعرقل سير الفريق.
ملحة طنجة ضد الوداد و الفتح
قبل مباراة إتحاد طنجة و ضيفه الوداد في الموسم الماضي دخل حامل الأمتعة الخاص بفريق إتحاد طنجة مرفوقا بملح، حيث قام برشه على شباك من أجل الفوز و هو ما تأتى ذلك حيث خرج الفريق الطنجاوي منتصرا بهدف مهدي النغمي، نفس الأمر تكرر في مباراة الفتح الرباطي بحيث خرج الفريق الطنجاوي منتصرا بثنائية نظيفة حمل توقيع أيوب الكعداوي و سفيان شرف.
تقرير لــ: أيوب قيس المدياري