مراكش: عماد الدين تزريت
25/11/2019
نجحت الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، مرة أخرى، في الاحتفاء بالهوية الوطنية والرياضة المغربية، وهي تنظم، مساء يوم الجمعة 22 نونبر 2019، بأحد فنادق مدينة الدار البيضاء، ندوة وطنية تحت شعار: “الهوية الوطنية أساس البناء الرياضي المغربي .. نماذج وتطلعات“.
وعرضين لكل من الأستاذ نجيب التاقي المتخصص في التاريخ، والزميل بلخير سلام، الكاتب الصحافي والباحث، قبل أن يختتم اللقاء بتكريم ثلة من الوجوه الرياضية المعروفة.
وفي كلمته الافتتاحية، ركز عبد اللطيف المتوكل رئيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين،على ضرورة إيلاء العناية القصوى لتاريخ الرياضة المغربية، ولا سيما من مدخل الهوية الوطنية، تلك الهوية التي شكلت الأساس لبناء الرياضة المغربية، عندما ولدت في حضن النضال والمقاومة، داعيا الجميع، بمن فيهم المسيرون والرياضيون، والإعلاميون أيضا، إلى المشاركة في التوثيق للرياضة المغربية، عسى ذلك التأريخ يلهم الجيل الحالي والأجيال المقبلة، فتحافظ على الموروث بفخر واعتزاز، وتجعل من الهوية الوطنية عنصرا ملهما لبناء الرياضة الوطنية على أسس متينة وإصلاح الاختلالات والمعيقات.
من جانبه، أكد عبد الصمد حيكر، رئيس مقاطعة المعاريف، في كلمة ألقاها بالمناسبة، بأنه كان باستمرار يقف داعما للرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، بالنظر إلى جديتها، وتناولها لمواضيع ذات قيمة عالية، مشيرا إلى أن الموضوع المثار يمس الجميع، ويتعين أن يخلص منه إلى ما يفيد في المزيد من الربط بين الهوية الوطنية والشأن الرياضي، لأن الشباب على الخصوص معني بهذا الموضوع، وينبغي أن يعرف ماضيه، لكي يعتز به، ويبني عليه في مستقبله.
وفي كلمتها بالمناسبة، استعادت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، عدة ذكريات من الماضي التليد، وألقت الضوء على جملة من المحطات المشرقة في تاريخ النضال الرياضي، مؤكدة بالدليل الملموس أن الرياضيين المغاربة كانوا في طليعة المناضلين الأشاوس عن استقلال المغرب، وقدموا، في الكثير من المناسبات، أنفسهم فداء للوطن، مشيرة، في الأخير، إلى أن المندوبية تعمل جاهدة على التوثيق لكل ذلك، بما يظل مسجلا في ذاكرة جميع المغاربة، وعصيا على المحو، وبما يضمن التدقيق والتمحيص في معطيات تاريخية عديدة تحتاج للاستقراء لترسيخها كحقائق ساطعة وملهمة.
وفي ورقته التي قدمها الأستاذ نجيب التاقي، أستاذ التاريخ، وتخص نموذج الرياضة في الدار البيضاء بين الذاكرة والتاريخ، حاول التركيز بالخصوص على الاتحاد الرياضي، الذي يعرف لدى العموم بالاتحاد البيضاوي، أو الطاس، مشيرا إلى أنه بدأ نضاليا في مستهل وجوده، ثم شهد دخول بعض المسيرين “المعتدلين” إلى قمرة القيادة، غير أن ذلك لم يغير شيئا من قيمته في المخيال الشعبي، الذي ما يزال إلى اليوم، وسيظل، يحتفظ له بصورة تمثيل حي تاريخي من أحياء مدينة الدار البيضاء، ألا وهو الحي المحمدي، حي الفئات الشعبية العمالية المقهورة، التي قدمت نفسها فداء للوطن، وناضلت إلى أن حصل المغرب على الاستقلال.
ومن جهته، قدم الأستاذ الباحث، والكاتب الصحافي بلخير سلام، صاحب كتاب “الكوكب المراكشي”، دلائل موثقة من التاريخ المغربي الحديث عن مدى تغلغل الرياضيين المغاربة في النضال من أجل الاستقلال، مشيرا بالخصوص إلى الأسماء التي حملتها الفرق، وتوزعت بين المغرب والاتحاد والمجد، وغيرها من تلك الأسماء التي تدل على الفخر بالوطن، والرغبة في تحريره، فضلا عن تلك الرموز التي كانت تحمل على القمصان، من قبيل النجمة والتاج والهلال، بالإضافة إلى حمل الطاقية والعمامة ولبس الجلابة، للدلالة على الانتماء إلى المغرب، وليس إلى مستعمره الفرنسي، معرجا على ذكر واقعة أعدم فيها لاعبون ينتمون إلى فريق المولودية المراكشية، نجا منهم واحد فقط لأن تاريخ إعدامه تزامن مع عودة الملك محمد الخامس من منفاه.
وتجدر الإشارة إلى أن الندوة التي نظمتها الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، وشهدت حضور رئيس الاتحاد الرياضي “الطاس” عبد الرزاق المنفلوطي، والمدرب مصطفى العسري، وأعضاء من المكتب المسير، وثلة من أبناء الفريق، وتشريفهم للحفل الختامي للندوة بحمل الكأس الفضية، شهدت قبل انطلاقها افتتاح معرض المصور الصحافي عبد المجيد رزقو تحت عنوان: “الوداد /الرجاء.. نوستالجيا تيفو”، واختتمت بحفل تكريمي على شرف عدد كبير من الأسماء الرياضية المعروفة، ضمنها على الخصوص نجم كرة القدم الوطنية سابقا حسن أقصبي، وعبد الله غلام الرئيس السابق لنادي الرجاء الرياضي، وعبد المالك السنتيسي الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي، والإطار الوطني الكبير حمادي حميدوش، واللاعب الدولي السابق، الأنيق واللامع سعد دحان، والإطار الوطني لحسن البوسنيني، صاحب الخبرة الطويلة في إفريقيا جنوب الصحراء، والنجم السابق لكرة اليد الوطنية مصطفى الأحمدي، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد عدلي الحنفي، ونور الدين رفيق رئيس اتحاد النواصر لكرة اليد، والحكم الدولي السابق في كرة اليد عبد الواحد صدقي، إلى جانب قدماء نادي نجم الشباب الرياضي، أحمد بلال ومصطفى كرم ونور الدين لحبق ومصطفى شيبة، واللاعب السابق للحياة البيضاوية ونجم الشباب مبارك بلقدام، والأستاذ المحاضر نجيب التاقي والصحافي الرياضي بلخير سلام والمصور الصحافي عبد المجيد رزقو، وعبد الصمد حيكر رئيس مجلس مقاطعة المعاريف، وعبد الرزاق المنفلوطي رئيس الطاس، ومدرب الفريق الذي قاد “القلعة البيضاء” للحي المحمدي لأول تتويج من نوعه بكأس العرش.