سواء كان الأمر يتعلق بتصميم سيارة أسرع من الصوت، أو بمساعدة مكفوفي البصر على الرؤية، أو بصنع تاريخ استكشاف الفضاء؛ دائما ما يدور السؤال: ما الذي يمكن لنا أن نتعلمه من العقول العظيمة التي وقفت وراء تحقيق هذه الإنجازات الكبرى؟
في مجموعة من مقالاتنا حول “العبقرية التي تقف وراء الإنجازات”؛ نأخذكم في رحلة داخل عقول الأشخاص الذين جعلوا المستحيل ممكنا. فسواء كان الأمر يتعلق بتصميم أسرع مركبة تسير على الأرض على الإطلاق، أو بمساعدة المكفوفين على الرؤية، أو بصنع تاريخ استكشاف الفضاء، فإن النجاح في كل هذه الأمور يستند إلى الارتقاء بمستويات المعرفة إلى ذُرى جديدة.
والسؤال هنا: ما هي الدروس التي يمكن لنا استخلاصها من عقول الأشخاص الذين وقفوا وراء تحقيق هذه الإنجازات؟ في هذا الصدد، خلصنا إلى ستة دروس استقيناها من الأشخاص والمشروعات التي وردت في هذه المجموعة من المقالات.
الدرس الثاني : دع البراهين تُشكل وجهة نظرك
مثل أقرانه، كان العالم الجيوفيزيائي ستيفن جاكوبسِن – الذي يعمل في جامعة نورث ويسترن الأمريكية – يعتقد أن المياه الموجودة على الأرض نشأت بفعل سقوط المذنبات على سطح كوكبنا.
لكن بعد أن دراسة الصخور التي سمحت للعلماء بالتمعن في ما جرى في الماضي، اكتشف جاكوبسِن وجود مياه كامنة بداخل ما يُعرف بـ”الزبرجد الزيتوني”، وهو معدن شديد الزرقة مؤلف من سيليكات الحديد والمغنيسيوم، يوجد في طبقة من طبقات الأرض، تحمل اسم الوشاح الأرضي، وهو ما يشير إلى إمكانية أن تكون المحيطات شقت طريقها تدريجيا خارجةً من باطن الأرض، قبل قرون عديدة.
ويقر جاكوبسِن قائلا : “قضيت وقتا عصيبا للغاية في إقناع الآخرين”. ولكن دليلين علميين مهمين كُشف عنهما النقاب عام 2014 بدا وأنهما يعززان وجهة النظر هذه. على كل الأحوال؛ سيكشف الزمن مدى صحة النظريات الجديدة في هذا الشأن، وربما سيشهد المستقبل مزيدا من التحولات المتعلقة به.
لكن جاكوبسِن يقول: “التفكير في حقيقة أنك ربما تكون أول شخص يرى شيئا ما للمرة الأولى، هو أمر لا يحدث كثيرا، وعندما يحدث يكون مثيرا.”
يتبع للدرس الثالث .