من عجائب الدنيا أن ينظم مهندسوا قطاع المياه و الغابات منتدى علمي دولي و هو الأول من نوعه وطنيا، ليأتي بعد ذلك المسؤول الأول، و يفحم كل المجهودات التي قامت بها جمعية المهندسين خريجي ENFI.
عدة شهادات لعدة مهندسين و باحثين و متتبعين وطنيين و دوليين لذلك المنتدى الأول، عبرت عن ما بذلته جمعية المهندسين من مجهودات جمة و تفان لبلوغ أهداف نبيلة لا ثمن لها و لا يمكن إلا تثمينها:
- إمكانيات لوجستية و مادية تم تسخيرها كلها و مائة بالمائة من مساهمة المهندسين على اعتبارهم محبين لمهنتهم ؛
- مجهود فكري و مناقشات علمية لاختيار المفاهيم العلمية و المدارس العلمية من حيث المقاربات و التشاور معها لاختيار المتدخلين ؛
- مجهودات فردية و مجموعاتية للمهندسين الغابويين من حيث مسؤولياتهم التطوعية و من حيث إغناء النقاش و التشاور في أوساط المهندسين لإعداد أوراش المنتدى ؛
- مجهود تحسيسي و تواصلي لأجل إعادة الإحساس بالانتماء لضمير و مهنة الهندسة الغابوية و للغابة المغربية ؛
- التطوع اللامادي و المالي لعدة مهندسين لتغطية حاجيات و تكاليف المنتدى ؛
- المجهود الإعلامي و التواصلي المكثف و المهني لجعل المنتدى يأخذ الصبغة و المكانة بين المؤسسات العلمية العالمية (sociétés scientifiques internationales ) و لوضع قطاع الغابات المغربي و المملكة المغربية تواكب دينامية و تطور و تتبع الركب التكنولوجي و البحث العلمي في ربوع العالم على الأقل في المجالات المتعلقة بنماذج تدبير المجالات و النماذج الغابوية و التنمية المستدامة و البحث العلمي و كذلك فيما يخص المفاهيم الكونية المتعلقة بالتنوع البيولوجي و الحفاظ على المنظومات الإيكولوجية ؛
- إشعاع دولي يزكي الاتفاقيات الدولية الموقعة من طرف المملكة في مجالات البيئة و الغابات و التنوع الإيكولوجي ؛
- تشريف الخبرة الهندسية المغربية في المجالات السالفة الذكر و بذلك تشريف مدارس و معاهد التكوين الهندسي بالبلد و بذلك المنهجية الأكاديمية الوطنية ؛
- تنمية الحس الوطني لدى الموظف الغابوي على العموم و المهندس خصوصا ؛
- تخليق العمل بالإدارة الغابوية بإقرار خلفية علمية لدى الموظف لدى سلطة القرار العلمي بإدارة الغابات ؛
- اشتغال جمعية المهندسين من خلال نظام أساسي واضح و صريح ؛
- كل معاملات جمعية المهندسين في إطار المنتدى كانت قانونية و لم يؤدي تكاليفها لا إدارة القطاع و لا مؤسسة الأعمال الاجتماعية و لا أي جهة تذكر ؛
- نشاط وطني و دولي يأتي في إطار المبادرات الاجتماعية و العلمية و الثقافية للمجتمع المدني التي أطلقها جلالة الملك سنة 2005.
ماذا كان ذنب جمعية المهندس الغابوي، لتُقابل مجهوداتها ذات الغير ربح و لا منفعة سوى منفعة الوطن، بافتراء خطير من المسؤول على القطاع؟
كيف أمكن لهذا المسؤول أن يتهم مباشرة و في لقاء علمي دولي و أمام الإعلام الوطني و الدولي و الرأي العام أن تلك المجهودات كلها قام بها مهندسون يخلقون إشكال هيكلي و بنيوي للقطاع الغابوي المغربي ؟
كيف أمكن أن يتهم على المباشر و أمام الرأي العام الوطني بأن المهندس الغابوي في إطاره المهني و الاجتماعي و التمثيلي يوجد في نزاع أبدي مع التقني الغابوي، ما يؤثر بطريقة بنيوية و هيكلية على سير المرفق الغابوي؟
كيف أمكن و سمح له ضميره و أخلاقه و تجربته و كفائته و حنكته و مروءته و شهامته المفترضة أن ينسف هذا العمل و كل هذه المجهودات أمام العموم و أن يتجرأ بضرب المهندس في كرامته و في نبل مبادىء مهنته و مبادراته الوطنية ليختزلها في صراع أبدي مع التقني و كأن النظام الأساسي لجمعية المهندسين به بنود و أهداف تلحق الضرر بفئات أخرى من الموظفين ؟.
ثم هل سمعنا مرة واحدة من قبل أن جمعية التقنيين تشكو من نشاط يقوم به المهندسين ؟
ثم على عكس ذلك هل صرح مرة اثناء نشاط يقوم به التقنيين بمثل هذا التصريح ليختزل ما يقدمونه للوطن على شاكلة نزاع مع جمعية أخرى ؟
و يبقى السؤال الأكبر ذو الصلة (pertinent) بموضوع كرامة المهندس هو:
لماذا يتم اختزال المهندس الغابوي في نزاع افتراضي مع التقني الغابوي كلما قام المهندس بنشاط علمي يهمه مهنته و عمله و دوره الوظيفي في البلد؟.
لماذا يُخرجون هذا الڤيديو قبيل المنتدى الدولي الثاني الافتراضي الذي ينظمه مرة أخرى المهندس الغابوي ؟
من له دائما مصلحة في اختزال مهن الهندسة و مبادرات المهندس الغابوي في نزاع افتراضي بفئة أخرى للموظفين ؟؟
من يقف وراء هذا العمل المشين و يحاول ضرب منهجية الهندسة الغابوية بخاصة و المنهجية العلمية على العموم ؟. ما هي وظيفتك الحقيقية و عطاؤك لبلدك و أي كفاءة أنت ؟. و ما هو هدفك ؟ إلى أي نوع من المغاربة تنتمي ؟ و هل هذا هو واجب الشرف و الهيبة في المسؤولية الوطنية، أكنت موظفا أو مسؤولا أو غيرهما ؟ …؟؟؟
التعريف الكوني للكرامة و كما تم تبنيه كونيا من حكومات الدول التي اختارت طريق التقدم و الازدهار هو تعريف كانت (Kant) و هو المبدأ القائل بأنه لا ينبغي معاملة الشخص على الإطلاق كشيء أو كوسيلة ، بل ككيان جوهري.
فالخط الأحمر الذي رسمه المهندس الغابوي مؤخرا للتذكير بعدم التجاوز و الدوس على كرامته كان ليذكر أن المهندس شخص ذو كيان جوهري و مناهج علمية نبيلة لا يجب التعامل معه كشيء أو وسيلة تعمل على إفشال منظومات و هيكلات إدارية عبر نزاعات افتراضية و كأنه شيء وُجد لتبرير فشل إداري يكون مسؤول عليه بالدرجة الأولى المسؤول الإداري الأول الذي ينوب عن المسؤول السياسي أمام الشعب.
حسن الزاكي دكتور و مهندس بقطاع المياه و الغابات