كرامة المهندس الغابوي المغربي بوزارة الفلاحة

14 يونيو 2020
كرامة المهندس الغابوي المغربي بوزارة الفلاحة

من عجائب الدنيا أن ينظم مهندسوا قطاع المياه و الغابات منتدى علمي دولي و هو الأول من نوعه وطنيا، ليأتي بعد ذلك المسؤول الأول، و يفحم كل المجهودات التي قامت بها جمعية المهندسين خريجي ENFI.

عدة شهادات لعدة مهندسين و باحثين و متتبعين وطنيين و دوليين لذلك المنتدى الأول، عبرت عن ما بذلته جمعية المهندسين من مجهودات جمة و تفان لبلوغ أهداف نبيلة لا ثمن لها و لا يمكن إلا تثمينها:

  • إمكانيات لوجستية و مادية تم تسخيرها كلها و مائة بالمائة من مساهمة المهندسين على اعتبارهم محبين لمهنتهم ؛
  • مجهود فكري و مناقشات علمية لاختيار المفاهيم العلمية و المدارس العلمية من حيث المقاربات و التشاور معها لاختيار المتدخلين ؛
  • مجهودات فردية و مجموعاتية للمهندسين الغابويين من حيث مسؤولياتهم التطوعية و من حيث إغناء النقاش و التشاور في أوساط المهندسين لإعداد أوراش المنتدى ؛
  • مجهود تحسيسي و تواصلي لأجل إعادة الإحساس بالانتماء لضمير و مهنة الهندسة الغابوية و للغابة المغربية ؛
  • التطوع اللامادي و المالي لعدة مهندسين لتغطية حاجيات و تكاليف المنتدى ؛
  • المجهود الإعلامي و التواصلي المكثف و المهني لجعل المنتدى يأخذ الصبغة و المكانة بين المؤسسات العلمية العالمية (sociétés scientifiques internationales ) و لوضع قطاع الغابات المغربي و المملكة المغربية تواكب دينامية و تطور و تتبع الركب التكنولوجي و البحث العلمي في ربوع العالم على الأقل في المجالات المتعلقة بنماذج تدبير المجالات و النماذج الغابوية و التنمية المستدامة و البحث العلمي و كذلك فيما يخص المفاهيم الكونية المتعلقة بالتنوع البيولوجي و الحفاظ على المنظومات الإيكولوجية ؛
  • إشعاع دولي يزكي الاتفاقيات الدولية الموقعة من طرف المملكة في مجالات البيئة و الغابات و التنوع الإيكولوجي ؛
  • تشريف الخبرة الهندسية المغربية في المجالات السالفة الذكر و بذلك تشريف مدارس و معاهد التكوين الهندسي بالبلد و بذلك المنهجية الأكاديمية الوطنية ؛
  • تنمية الحس الوطني لدى الموظف الغابوي على العموم و المهندس خصوصا ؛
  • تخليق العمل بالإدارة الغابوية بإقرار خلفية علمية لدى الموظف لدى سلطة القرار العلمي بإدارة الغابات ؛
  • اشتغال جمعية المهندسين من خلال نظام أساسي واضح و صريح ؛
  • كل معاملات جمعية المهندسين في إطار المنتدى كانت قانونية و لم يؤدي تكاليفها لا إدارة القطاع و لا مؤسسة الأعمال الاجتماعية و لا أي جهة تذكر ؛
  • نشاط وطني و دولي يأتي في إطار المبادرات الاجتماعية و العلمية و الثقافية للمجتمع المدني التي أطلقها جلالة الملك سنة 2005.

ماذا كان ذنب جمعية المهندس الغابوي، لتُقابل مجهوداتها ذات الغير ربح و لا منفعة سوى منفعة الوطن، بافتراء خطير من المسؤول على القطاع؟
كيف أمكن لهذا المسؤول أن يتهم مباشرة و في لقاء علمي دولي و أمام الإعلام الوطني و الدولي و الرأي العام أن تلك المجهودات كلها قام بها مهندسون يخلقون إشكال هيكلي و بنيوي للقطاع الغابوي المغربي ؟
كيف أمكن أن يتهم على المباشر و أمام الرأي العام الوطني بأن المهندس الغابوي في إطاره المهني و الاجتماعي و التمثيلي يوجد في نزاع أبدي مع التقني الغابوي، ما يؤثر بطريقة بنيوية و هيكلية على سير المرفق الغابوي؟
كيف أمكن و سمح له ضميره و أخلاقه و تجربته و كفائته و حنكته و مروءته و شهامته المفترضة أن ينسف هذا العمل و كل هذه المجهودات أمام العموم و أن يتجرأ بضرب المهندس في كرامته و في نبل مبادىء مهنته و مبادراته الوطنية ليختزلها في صراع أبدي مع التقني و كأن النظام الأساسي لجمعية المهندسين به بنود و أهداف تلحق الضرر بفئات أخرى من الموظفين ؟.
ثم هل سمعنا مرة واحدة من قبل أن جمعية التقنيين تشكو من نشاط يقوم به المهندسين ؟
ثم على عكس ذلك هل صرح مرة اثناء نشاط يقوم به التقنيين بمثل هذا التصريح ليختزل ما يقدمونه للوطن على شاكلة نزاع مع جمعية أخرى ؟

و يبقى السؤال الأكبر ذو الصلة (pertinent) بموضوع كرامة المهندس هو:

لماذا يتم اختزال المهندس الغابوي في نزاع افتراضي مع التقني الغابوي كلما قام المهندس بنشاط علمي يهمه مهنته و عمله و دوره الوظيفي في البلد؟.

لماذا يُخرجون هذا الڤيديو قبيل المنتدى الدولي الثاني الافتراضي الذي ينظمه مرة أخرى المهندس الغابوي ؟

من له دائما مصلحة في اختزال مهن الهندسة و مبادرات المهندس الغابوي في نزاع افتراضي بفئة أخرى للموظفين ؟؟

من يقف وراء هذا العمل المشين و يحاول ضرب منهجية الهندسة الغابوية بخاصة و المنهجية العلمية على العموم ؟. ما هي وظيفتك الحقيقية و عطاؤك لبلدك و أي كفاءة أنت ؟. و ما هو هدفك ؟ إلى أي نوع من المغاربة تنتمي ؟ و هل هذا هو واجب الشرف و الهيبة في المسؤولية الوطنية، أكنت موظفا أو مسؤولا أو غيرهما ؟ …؟؟؟

التعريف الكوني للكرامة و كما تم تبنيه كونيا من حكومات الدول التي اختارت طريق التقدم و الازدهار هو تعريف كانت (Kant) و هو المبدأ القائل بأنه لا ينبغي معاملة الشخص على الإطلاق كشيء أو كوسيلة ، بل ككيان جوهري.

فالخط الأحمر الذي رسمه المهندس الغابوي مؤخرا للتذكير بعدم التجاوز و الدوس على كرامته كان ليذكر أن المهندس شخص ذو كيان جوهري و مناهج علمية نبيلة لا يجب التعامل معه كشيء أو وسيلة تعمل على إفشال منظومات و هيكلات إدارية عبر نزاعات افتراضية و كأنه شيء وُجد لتبرير فشل إداري يكون مسؤول عليه بالدرجة الأولى المسؤول الإداري الأول الذي ينوب عن المسؤول السياسي أمام الشعب.

حسن الزاكي دكتور و مهندس بقطاع المياه و الغابات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

باستمراركم في تصفح هذا الموقع، نعتبر أنكم موافقون على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" أو التقنيات الأخرى المماثلة لها والتي تتيح قياس نسب المتابعة وتقترح عليكم خاصيات تشغيل ذات صلة بمواقع التواصل الاجتماعي أو محتويات أخرى أو إعلانات قائمة على خياراتكم الشخصية

موافق