بقلم: عماد الدين تزريت
لا يخفى على متتبعي الشأن الرياضي ما تعانيه الرياضة المراكشية اليوم من تدهور وعثرات متكررة، عصفت بجل الألعاب الرياضية الفردية منها والجماعية نحو المجهول.
فشل تأكد للجميع بعد نزول الفريق الأول للمدينة الكوكب المراكشي للقسم الثاني، وتدهور الفرق المراكشية الأخرى التي كانت يضرب لها ألف حساب، نتائج مخجلة، بالنظر إلى ما كانت عليه الرياضة بمراكش في الماضي، والانجازات التي حققت سواء في كرة القدم أو غيرها، ليبقى السؤال المطروح والذي يتبادر للأذهان، ما أسباب هذا الإخفاق؟ ولماذا تراجع مستوى الرياضة المراكشية؟
جمهور مراكشي محب للرياضة، ودائما ما تجده فعالا في كل المناسبات، سواء تعلق الأمر بمساندة الفريق الأول الكوكب، أو الفرق الأخرى بمختلف الرياضات، بدأ هو الآخر يفقد الثقة تماما في أية نتائج يمكن أن تسجل عن رياضة بهذا المستوى، بعد تخوفه من تكرار النكسات الواحدة تلو الأخرى.
فشل الرياضة في مراكش يتحمل مسؤوليته منظومة بأكملها عجزت عن تقديم الأفضل، ورسم البسمة على وجوه المراكشيين، في ظل الوعود الكاذبة التي قدمت، ومازالت تقدم بقيت حبرا على ورق، والتطبيق أصبح في خبر كان.
مراكش التي احتضت كبريات المهرجانات والملتقيات الثقافية، مراكش التي احتضنت السياحة وأصبحت قبلة للجميع من مختلف دول العالم، فشلت في احتضان ما يتنفس به جمهورها، فشلت في تسيير الرياضة في مدينة تعتبر فيها صاحبة الريادة في قلوب ساكنتها.
معاناة لم تشهدها مراكش في المجال الرياضي من قبل، ويمكن أن نقول ربما لن تشهدها في المستقبل، في حالة تحلى المسؤولون بالرصانة الكافية في التدبير والتسيير، بالرغم من أن هذا الأمر يعتبر مستبعدا في ظل التجاهل الكبير الذي نراه منهم.
كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في العالم، وبها يتنفس معضم الجماهير، بل الكل ينتظر نهاية الأسبوع للذهاب إلى الملاعب لتشجيع فرقهم، إلا في مراكش الكل ينتظر القرارات التي ستصدر من المسؤولين، وأين سيستقبل الكوكب مبارياته في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها فارس النخيل، والمشاكل الكثيرة التي لم يجد لها المكتب الحالي الحل، مدخلا نفسه ومدخلا معه الفريق في دوامة لا نهاية لها، نزول للقسم الثاني ومعاناة به، تسريح لاعبين واللعب في صفقات متعددة، وديون متراكمة، وفريق نحو الهاوية، فمن المسؤول؟؟؟؟؟ ومن يسير الفريق؟؟؟؟؟ هل فعلا نعيم، أم هناك جنود خفاء يصدرون الأوامر؟؟؟؟، هناك من قدم استقالته ومازال يقوم بمهامه، وهناك من قال سيترك مكانه للشباب والغيورين على الفريق للأخد بزمام الأمور، ومازال في منصبه، هل لهذا الحد أصبح الكوكب فريقا للتسلية وتصفية الحسابات ووووو؟؟؟؟.
من الكوكب إلى ملعب كان المعقل الرئيسي للفريق المراكشي، ملعب كان شاهدا على تألق الكوكب قاريا ومحليا ووطنيا، والآن أصبح يحمل الإسم فقط، تم إعادته تشييده وخسرت عليه الملايير، وبعد ذلك الجامعة الوصية على الكرة وافقت على استضافة المبارايات به، لتعم الفرحة بين أوساط الجماهير المراكشية، وكذا الفريق بحد ذاته، لأن الفريق سيعود لمعقله، والجمهور سيعود لملعبه، وستعود الأمجاد من جديد، إلا أن ما وقع لم يكن في الحسبان مع مسؤولين لربما لا يفقهون شيئا في الرياضة، قالوا لا يمكن أن تلعب المباريات مجددا في الحارثي، ولا يمكن للكوكب أن يستقبل مبارياته به، والأمر محسوم ولن يتم النقاش فيه، والسبب المقدم من طرفهم لا يتقبله العقل، قالوا أن الملعب يوجد وسط المدينة وعند استقبال الكوكب لمبارياته هناك سيكون الشغب ولن يكن هناك تأمين كاف للمباريات، وستقع مشاكل كثيرة، بالله عليكم كيف تؤمنون المهرجانات والملتقيات التي تنظم وسط المدينة، كيف يتم تدبيير وتسيير أكبر المهرجانات التي تنظم بالمدينة، أم أن العجز يتسرب لكم عندما يتعلق الأمر بالكوكب والحارثي، والسؤال هنا لماذا تم إعادة تشييد ملعب الحارثي؟؟؟؟؟
فرق أخرى تعاني في صمت ولا أحد يلتفت لها لمد يد العون، على رأسها مولودية مراكش وأولمبيك مراكش الفريقان اللذان صالا وجالا في مختلف الملاعب وحققا نتائج إيجابية، واحتضنا لاعبين كانوا قاطرة للمنتخب، أصبحا الآن يحملان الإسم فقط والأمر ينطبق على كل الفرق الأخرى.
كرة اليد هي الأخرى تعاني كصديقتها كرة القدم، نفس المعاناة نفس المشاكل نفس التهميش، فرق قدمت الشيء الكثير لم تعد بمقدورها الآن اللعب أو تقديم الإضافة، الكوكب المراكشي تراجع مستواه ونتائجه، مولودية مراكش قدمت اعتذارا وطالبت بالتوقف عن اللعب بل والتشطيب عليه من لائحة الجامعة، فأين المسؤولين من كل هذا؟؟؟؟؟ ولماذا هذا التهميش كله؟؟؟؟؟
التايكواندو هو الآخر يعاني في صمت، بل لا يسمع عليه أي خبر وكأنه مندثر من لائحة الرياضات، بالرغم من أن هناك أبطالا كثر بالمدينة الحمراء حققوا إنجازات كثيرة خارج الوطن، لكن عندما يأتون لمعقلهم يهمشون، والسبب مرة أخرى لا يعلمه إلا أصحاب القرار، نفس الأمر ينطبق على باقي الرياضات، لتصبح مراكش مقبرة للرياضة، ومع توالي الأيام والأشهر والسنوات ستمحى الرياضة من مراكش إن بقي الأمر على ما هو عليه، فهل سيستفيق المسؤولون من سباتهم ويتحلوا بالرصانة الكافية لتدبير الشأن الرياضي بحكمة وعقلانية؟؟؟؟ سؤال يتبادر للكل في ذهنه، والجواب مفقود في ظل ما نراه اليوم.