تستعد العديد من الفعاليات الجمعوية للاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2970 الذي يؤرخ حسب تصورها لبداية التقويم الأمازيغي في سنة 950 قبل الميلاد عندما نجح الملك الأمازيغي “شيشناق” في معركة دارت وقائعها على ضفاف نهر النيل على الفراعنة بقيادة الملك (رمسيس) وبالتالي تولي الأمازيغي سدة الحكم في تلك المنطقة من تامزغا… والتأسيس لبداية عودة الإنسان الأمازيغي للمصالحة مع ذاته ومحيطه وبناء تجربة سياسة تاريخية عرفت برقيها الحضاري وازدهار اقتصادي. وهكذا أعلن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عن فعاليات احتفالية بالمناسبة تضم العديد من الأنشطة على الخصوص مائدة مستديرة بالشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان: “موقع الحقوق الثقافية في النموذج التنموي المنشود”
وككل سنة ارتفعت اصوات من جديد للمطالبة بإقرار إقرار رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنيا رسميا خاصة بعد دخول القانون التنظيمي رقم 26.16، المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، رسميا حيز التنفيذ بعد أن صدر بالجريدة الرسمية العدد 6816 بتاريخ 26 سبتمبر 2019. وهكذا دعا الكونغريس العالمي الأمازيغي “المواطنات والمواطنين والأحزاب والجمعيات والمنظمات والقبائل المغربية إلى مقاطعة العمل والدراسة، يوم 13 يناير 2020، عملا بمبدأ الترسيم الشعبي ومن أجل انتزاع الترسيم الرسمي لرأس السنة الأمازيغية عيداً بعطلة”. و “المبادرة بمراسلة المؤسسة الملكية، رئاسة الحكومة و نواب الأمة بالغرفتين، عبر رسائل، برقيات و بطاقات بريدية، يكون مضمونها التأكيد على وجوب إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا رسميا وطنيا بعطلة”. كما سبق للنائب البرلماني بلافريج توجيه سؤال كتابي رقم205 إلى رئيس الحكومة المغربية يطالبه بإقرار رأس السنة الأمازيغية يوم عطلة وطنية.
وفي الوقت نفسه تتعالى العديد من الأصوات الرافضة لهذا الموقف حيث أشار الدكتور عبد العلي الودغيري العالم اللغوي والمعجمي إلى أن “الدعوة لترسيم الاحتفال بالسنة الأمازيغية وتخصيصها بيوم عطلة، لا شك أنها ستجرّ إلى احتشاد الآخرين للمطالبة بعيد وطني رسمي لسنة عربية ليس من الصعب إيجادُها، فتتحول المسألة إلى اصطفاف عرقي طائفي كبير. أما السنة الهجرية فهي تقويم إسلامي لا عربي، فلا يثير أمرُها نقاشًا لحد الآن. لكن، من المؤكَّد أن الجماعة الداعية إلى حذف عبارة (المملكة المغربية دولة إسلامية) من ديباجة الدستور، ستنهض بقوة للمطالبة بالاستغناء عنها، فمعاول الهدم والتمزيق مصطفّة في انتظار أدوارها”. وخلال تدوينات متتالية وجريئة عبر الشيخ السلفي حسن الكتاني عن رفضه المطلق لهذا الاحتفاء مسنودا بمواقف شرعية معتبرا أنه “قد تقرر عند علماء المسلمين قاطبة تحريم الاحتفال بأعياد الجاهلية قبل الإسلام عربية كانت ام فارسية أم بربرية أم غيرها فإن الإسلام قد نسخ ذلك كله. وإذا كانت أعياد أهل الكتاب الواردة في التوراة والإنجيل كالفسح وغيره لا يجوز الاحتفال بها مع انها ترمز لمعان شرعية فكيف يجوز الاحتفال بعظماء المشركين ورؤوس الجاهليين قبل الإسلام؟؟” مؤكدا ذلك بالقول: “وليُعْلَمْ – أيضًا – أنّ عيد (ينّاير) البربري لا يزالُ يُصاحبُهُ خرافاتٌ وأساطيرُ بربريَّة وثنيَّة، فمنهم من يَعرِفُهُ بِـ: (عيد العجوزة)، وهي الأسطورة الّتي تحكي عن امرأةٍ عجوز ظُلِمَت فأَبْدَلَتْ الطَّبيعةُ (أو الآلهةُ) حُزْنَهَا سُرُورًا وأيَّامَ ظُلْمَتِها نُورًا…”. كما عبر العديد من النشطاء عن رفض الاحتفاء لعدم علميته وتاريخيته معتبرا أن الاحتفال بيناير ” ..نسبة إلى الرب الروماني “ينايروس” ذو الرأسين. وكان الرومان يحتفلون بهذه المناسبة ويطلبون من الاله ان يعطيهم الخير ويبارك لهم في زراعتهم ويطلبون أيضا من الرب”انزار” رب المطر ان يسقط الأمطار بكميات كبيرة … فإذا كان الاحتفال بيناير من أجل موسم فلاحي جيد فهذه احتفالات رومانية”.
وتعرف الشعوب المغاربية خلال الفترة العديد من الاحتفالات التي تختلف حسب العادات والطقوس التي تختلف أسماؤها وتتفق طقوسها، سواء باسم “ﺣﺎﻛﻮﺯﺓ”، أو “ﻳْﻨّﺎﻳﺮ”، أو “ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ”.