تعتبر غيرة الاطفال من الأمور الطبيعية التي تواجهها الأمهات خلال رحلة الأمومة، ذلك نتيجة عناية الوالدين الزائدة بمولود جديد، أو بطفل اخر دون ولدهما.
تقع الأسرة هنا في فخ انها تجهل أهمية مشاعر وتصرفات الطفل، وكيف تؤثر في بناء شخصيته وذكائه الاجتماعي كما ثقته في نفسه، وإعداده للعلاقات المستقبلية مع الآخرين.
وهنا ينصح المختصون الآباء والأمهات أن يوجهوا طاقة الطفل الذي يشعر بالغيرة نحو إنجاز أهداف ومواقف إيجابية، سواء بمكافأته أو الثناء عليه حين يقوم بفعل جيد، حتى وإن كان بسيطا.
مظاهر غيرة الأطفال
تختلف المشاهد والمواقف من طفل الى آخر، ولكن تبقى الغيرة واحدة. فقد يظهر على الطفل انه يحب شقيقه الصغير بشكل كبير ويعمل على احتضانه ومحاولة حمله كثيراً، ولكن قد يكون في داخله يشعر بالغيرة الكبيرة نحوه.وبعض الأطفال قد يعبرون عن الغيرة من أشقائهم من خلال العناد في التصرقات التي يقومون بها، او من خلال البكاء الشديد على أبسط الأمور ودون وجود أسباب واضحة. يقوم الكثير من الأطفال بتصرفات عديدة تهدف الى جذب الانتباه لهم دون شقيقهم الصغير، مثل التحدث بطريقة غير طريقتهم، القيام بفعل او التحدث بكلام لجذب الانتباه لهم دون غيرهم، وهكذا.
ترك الطفل يعبر عن حبه للمولود الجديد
أضرار الغيرة لدى الطفل كثيرة وقد تؤثر عليه مستقبلاً، لذا لا بد من احتوائه ومنحه الاحساس بالحب والحنان كما نفعل مع شقيقه الصغير.
يسعى الأطفال في تلك المرحلة لجذب الانتباه لهم ويحاولون إيصال صورة لحبهم الشديد لشقيقهم الأصغر منهم، وهنا يقع على الأم والأب دور كبير في جعل الطفل يعبر عن حبه لشقيقه الصغير دون أي غضب.
كما تجب معاملة الأطفال جميعاً على قدم المساواة بلا تفرقة بينهم، حتى لا يصاب الطفل الأكبر بالعديد من المشاكل التي ستؤثر عليه، كما تجب إتاحة الفرصة للطفل لإقامة علاقات مع غيره من الأطفال من إخوانه أو غيرهم على أساس الحب والتعاون، والثقة وعدم التنافس والعدوان، واحترام الآخرين.
طريقة مثبتة لعلاج غيرة الطفل من المولود الجديد
تبدأ أول خطوة من علاج الغيرة عند الأطفال منذ اللحظة التي تعرف الأم فيها بأنها حامل بطفلها الثاني، فهنا على الأم إبلاغ صغيرها بالخبر السعيد وانه ينتظر أخا آخر وسيكون شقيقه الكبير الذي سيعلمه الكثير من الأمور.
يمكن للأم إحضار الكتب المصورة والفيديوهات التي تشرح من خلالها للطفل ما معنى أن يكون له أخ، وكيف سيتعامل معه، وكيف سيتحمل المسؤولية.
ان التمهيد الطويل والمبكر للطفل بوجود شقيق آخر يؤدي الى العديد من النتائج الإيجابية، ففهم الطفل مبكراً للإهتمام الزائد الذي ستمنحه الأم للصغير يحميه من الوقوع في فخ الغيرة منه.
ليس هذا فقط بل يمكن للأم أن تجعل صغيرها يشاركها في التحضير لاستقبال الشقيق الأصغر، سواء من شراء المستلزمات او تحضير غرفة نومه وغيرها من الأمور، مثل اصطحابه للطبيب وجعله يشاهد شاشة السونار ليرى شقيقه الصغير، ما يولد داخله حبا كبيرا له، حتى قبل أن يولد.
