بقلم الدكتور:عبدالعزيزمحمدالجرادي
مع حلول شهر رمضان الكريم ومع التحضيرات اليومية للمأكولات الشهية والجلسات العائلية, علينا التفكير ملياً في موضوع صيام الأطفال!
صيام الأطفال في رمضان – مع وضد!
الكثير من الأطفال يرغبون في صيام رمضان مثل الكبار، لكن السؤال هنا: هل يمكن للأطفال أن يصوموا؟ لا شك في أن القرار بالسماح بصيام الأطفال يلقي بمسؤولية كبيرة على الأهل.
هل من الممكن أن يصوم طفلي؟
يعتمد موضوع صيام الطفل بشكل أساسي على عدة عوامل أهمها سن الطفل وحالته الصحية والنفسية.
لذلك ينصح باستشارة طبيب الأطفال الذي باستطاعته تحديد إمكانية صيام الاطفال أم لا.
عموماً، لا ينصح بصيام الأطفال، خاصة صغار السن، إذ أن الأمر قد يؤثر على نموهم، أي وزنهم وطولهم، لذا ينصح بأن يبدأ الطفل بالصيام بعد بلوغ 10 سنوات، مع مراعاة تدابير خاصة.
حالات لا ينصح فيها بصيام الطفل
هنالك حالات ليس من المحبذ فيها صيام الأطفال، وخاصة إذا كان يعاني من بعض المشاكل الصحية مثل: فقر الدم ومرض سكري الاطفال والوزن المنخفض مع فقدان الشهية.
قواعد مهمة أثناء صيام الأطفال
أما في حالة صيام الأطفال فمن المهم أن يتم الصيام بشكل تدريجي، فالطفل حتى سن عشر سنوات لا ينصح بأن يصوم طيلة شهر رمضان، بل ينصح بتحديد أيام الصوم. مثلاً:
صيام أول يوم من شهر رمضان واخر يوم منه فقط.
الامتناع عن الطعام فقط والاستمرار بشرب الماء.
أو تحديد ساعات الصوم خلال النهار، مثلاً: من الثامنة صباحًا حتى الثانية بعد الظهر.
كيف يمكن للطفل صوم شهر رمضان؟
من المهم تحقيق النصائح التالية عند صيام الطفل:
1- نظام غذائي متوازن
يجب اتباع نظام غذائي متوازن خلال شهر رمضان بحيث يضمن تناول الطفل جميع الأنواع الغذائية والعناصر الغذائية الأساسية الضرورية لنموه. أي:
من الضروري الاهتمام بأن يشمل نظامه الغذائي المعادن والفيتامينات المختلفة مثل: A ،B6، الكالسيوم، الحديد، الزنك، المغنيزيوم والبوتاسيوم.
من الضروري أن يحصل على السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمه، بحيث لا يكون صيام رمضان سبباً لنقص في الطاقة الأساسية للطفل.
2- كمية كافية من السوائل الصحية
علينا هنا الاهتمام بالأمور التالية:
توفير الكمية اللازمة من السوائل بعد ساعات الصيام للطفل لمنع الجفاف أو الإمساك أو الالتهابات البولية وغيرها.
ينصح بشرب الماء والتقليل من العصائر المصنعة، لكونها غنية بالسكر.
استبدال العصائر المصنعة لفترات متباعدة بالعصائر الطبيعية، مثل البرتقال والجزر، نظرًا لكونها غنية بالفيتامينات والمعادن المختلفة.
3- مراقبة الطفل باستمرار
في حالة صيام الاطفال، يطلب من الاهل الانتباه إليهم، فإن شعر الطفل بالتعب أو لم يستطع تحمل الصوم يجب التوقف عنه والإفطار فوراً.
النظام الغذائي للأطفال خلال صيام رمضان
على الأهل الاهتمام بالنظام الغذائي للطفل الصائم من حيث ترتيب الوجبات والتنويع في الأغذية المفيدة:
1- وجبة الإفطار
من المهم عدم التأخير في وجبة الإفطار، التي يفضل أن تشمل:
حبتين من التمر أو كأسا من العصير. فالتمر أو كأس العصير غنيان بالمعادن والفيتامينات والألياف وسكر الفاكهة، أي الطاقة السريعة لتعويض النقص الحاصل خلال الصيام.
الشوربة: (الخضروات، العدس، الفريكة وغيرها) لتعويض السوائل المفقودة، وينصح بتحضير الشوربة من الخضار الطازجة بدون مساحيق الشوربة الغنية بالملح والتي تزيد العطش.
الخضروات: لها أهمية كبرى على مائدة الإفطار بجميع أشكال تحضيرها، سواء مطبوخة أو طازجة كالسلطة، لأنها غنية بالماء والفيتامينات، مما يساعد على الشبع.
ما يميز مائدة رمضان هو تنوع الأطعمة والمقبلات من المعجنات أو المقالي، وينصح بتحديد هذه المقبلات وتقديمها مرة واحدة أو مرتين فقط في الأسبوع.
ينصح بوجود طبق رئيسي واحد فقط، ويحتوي على نوع من مجموعة البروتينات، كاللحوم بأنواعها المختلفة، وكذلك على النشويات كالأرز، البطاطا أو المعكرونة.
بالنسبة للحلويات الغنية بالدهون والسكريات، فيفضل تحديد استهلاكها والتقليل من تقديمها للطفل وتفضيل الفواكه أو الأرز بالحليب، لأنه غني بالكالسيوم الضروري لنمو العظام.
2- وجبة السحور
للسحور أهمية كبيرة، وخاصة في صيام الأطفال، وينصح بتأخير هذه الوجبة قدر الإمكان لكي تكون قريبة من موعد بدء الصوم. وتكمن أهميتها في منح الطفل الطاقة اللازمة لمساعدته على تحمل الصوم.
ينصح بأن تشمل وجبة السحور:
جميع مجموعات الغذاء، وبشكل خاص عنصر الكالسيوم المتوفر في منتجات الحليب والألبان الغنية.
البروتين المتواجد في البيض، الحليب، اللبنة والجبن.
النشويات التي تزود الجسم بالطاقة، مثل الخبز والحبوب.
كما يفضل التنويع في الخضروات والامتناع عن تقديم المخللات لاحتوائها على الملح.
وأخيرا، ينصح بأن لا يقوم الطفل بأي مجهود شاق خلال ساعات الصوم مع الانتباه الدائم إلى حالته العامة.