عاش الجمهور الحريزي في الآونة الأخيرة لحظات فرجوية ممتعة، وذلك من خلال عرض مسرحية ” أس دي اف” SDF لفرقة تادلة فن، بمسرح المركب الثقافي سطات بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبتنسيق مع المديرية الإقليمية لسطات.
مسرحية” أي دي اف”، هي من تأليف الفنان يوسف معتصم، وإخراج الفنان محمد بنان، رسومات عبد المجيد سعد الله، السينوغرافيا للمبدعين أسامة زوهار، ومحمد مناجي، وتشخيص الفنان محمد بنان الموسيقى أسامة زوهار، الإضاءة محمد مناجي والمخضرم عبد الحق زوهري في إدارة الجولة
في قراءة عاشقة للعرض المسرحية، يبدو ان الحياة مسرح …والمسرح حكاية… هكذا استهلت المسرحية بكلام محبوك بعناية واحترافية، بلغة عامية بسيطة في شكلها وعميقة في ذلالاتها…لتتجلى مع مرور العرض قوة النص.
وقد استطاعت العملية الإخراجية أن تحول من النص الأدبي المقروء إلى نص سينوغرافي معروض فوق خشبة الركح ، وذلك بواسطة قراءة دراماتورجية محافظة على روح النص، مع تغيير في أشكاله الجمالية وقسماته الدلالية، حيث خلقت فضاءات مسرحية برسومات تعبيرية أنجزها المبدع الدكتور عبد المجيد سعد الله خصيصا لهذا العمل المسرحي.
فثلات لوحات تعبيرية لهذا الفنان، كانت تتغير بين المشاهد لتحيلنا على ثلاث طابلوهات تركيبة أبدعت، وحاولت من خلالها السينوغرافيا من تشيكل كتابة بصرية احترمت الجمهور في تطلعاته، انتماءاته، فكره وفي فهمه، مع إعطائه الحرية، في قراءاته وخياله، ومساعدته على فهم كل تفاصيل النص الأدبي، وما يطرحه من تضاد بين الواقعي والمتخيل
كل هذه العوامل مكنت الممثل (محمد بنان) من إلغاء كل الحواجز النفسية، الشعورية و الإحساسية بينه وبين المتلقي، وخلق تواصل واتصال وجداني بينهما بالإيمان والإحساس بالصدق…صدق الممثل ، وسخاء الجمهور الذي كان ينفعل ويتفاعل مع الممثل، يضحك لضحكه..ويتألم لٱلامه.
هذا الإرتباط حصل منذ بداية المشهد الإستهلالي، حيث الكلمات البسيطة والنافذة ، وطريقة السرد، على نغمات موسيقية وإضاءة منتقاة بعناية والتي جعلت الممثل وكأنه يسافر بنا إلى عالمه …حكايته.
العرض استطاع إذا أن يحقق ذلك التقارب/التواصل/التكامل بين النص، الممثل والجمهور ، لتجعل المسرحية من قضية بوجمعة، قضية مجتمع…أنا…أنت والٱخر، وهذه القضية تستوجب التغيير ،كل من موقفه، يجب أن نغير نظرتنا لكل (بوجمعة ) من نعثهم بأبناء الشوارع ، بل أبناء أخطاء مجتمع ، مواطنون لهم من الحقوق ما لنا
مسرحية s.d.f في المسرحية هناك رسالة، ودعوة إلى النظر وبجدية إلى هاته الشريحة المظلومة، المنسية والحاملة لأخطاء أقرب الناس إليها.لقد تفوق النص، العرض والجمهور من تحقيق فرجة مسرحية ترقى إلى كل التطلعات ويبقى المسرح قضية والقضية بوجمعة.