ويشارك في هذا الاجتماع الإقليمي، المنظم بشراكة بين المكتب المغاربي لمنظمة اليونيسكو والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ووكالة تنمية أقاليم الشمال وعمالة تطوان ووزارة الشباب والثقافة والتواصل وجماعة تطوان، ممثلون عن 50 مدينة مبدعة من عدد من البلدان منها المغرب وموريتانيا وتونس وليبيا والأردن ومصر والمملكة العربية السعودية والبحرين وقطر والامارات العربية المتحدة.
وحسب بلاغ للمنظمين، تعمل شبكة المدن المبدعة، التي أنشئت سنة 2004 وتضم حاليا 350 مدينة من أزيد من 100 دولة، على تثمين الابداع لدى أعضائها حول سبعة مجالات أساسية، تتمثل في الحرف والفنون الشعبية والفنون الرقمية والتصميم والسنيما وفن الطبخ والأدب والموسيقى، موضحا أن الشبكة جعلت استثمار الثقافة والابداع رافعة للتنمية الحضرية المستدامة.
ويأتي اختيار مدينة تطوان لاحتضان أول لقاء إقليمي للدول العربية ليؤكد أهمية المملكة المغربية ضمن الشبكة باعتبارها البلد العربي الذي يضم أكبر عدد من المدن المبدعة، كما أن مدينة تطوان هي أول مدينة مغربية انضمت الى الشبكة سنة 2017، باعتبارها مدينة مبدعة في مجال الحرف والفنون الشعبية.
وتماشيا مع موضوع ” إشراك الشباب في العقد القادم”، سيسلط هذا اللقاء الضوء على الدور المهم للشباب في صناعة المدن المبدعة.
وقد تم تسطير برنامج غني وبحضور وازن على مدى ثلاثة أيام، إذ سيناقش المشاركون موضوعات أساسية مثل تعزيز العلاقات بين المدن المبدعة، وإنشاء تعاون مثمر ضمن المنطقة.
ويهدف هذا الاجتماع أيضا الى تعزيز التواصل بين المدن المبدعة، وتقاسم المميزات المتماثلة وتعزيز تبادل الخبرات والممارسات الجيدة في هذا المجال.
يذكر أنه تم سنة 1997 إدراج المدينة العتيقة لتطوان ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وفي سنة 2017 تم تصنيف تطوان كمدينة مبدعة في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية، ويجري منذ سنة 2024 الإعداد لمشروع توسيع التراث المسجل ليشمل حي “الإنسانشي”.
يشار إلى أن وكالة تنمية الشمال، باعتبارها فاعلاً رئيسياً في التنمية الترابية، تعتمد على تثمين التراث الثقافي، المادي وغير المادي، كرافعة لتحسين ظروف عيش السكان المحليين، كما تساهم صيانة المواقع التراثية والربط الفعّال بينها في خلق أنشطة اقتصادية، مما يعزز التنمية المستدامة.
ومنذ تأسيسها، أطلقت الوكالة العديد من المشاريع للحفاظ على تراث مدينة تطوان، من أبرزها تأهيل وتطوير المدينة العتيقة لتطوان (منذ عام 2011)، حيث يشمل هذا المشروع تحسين الإضاءة وترميم الأسوار. وقد خصص لهذا البرنامج استثمار إجمالي بقيمة 315 مليون درهم، ساهمت الوكالة فيه بمبلغ 80 مليون درهم.