تضفي بقايا محرك طائرة، متواجدة على قمة جبل تيبحيرين الواقع بالقرب من جبل توبقال، منذ ما يقارب الخمسين سنة، جمالية على المكان. ويعود هذا الحطام إلى سنة 1969 حين تحطمت طائرة كانت متجهة إلى جمهورية بيافرا (هي الآن جزء من نيجيريا).
على الطريق المؤدية إلى جبل توبقال الذي يعد أعلى قمة جبلية في شمال إفريقيا، تزين قطعة معدنية ضخمة قمة جبل تيبحرين، منذ حوالي نصف قرن تقريبًا، وتبدو على شكل روبوت، لكنها في الاصل محرك لطائرة قديمة تحطمت في المكان سنة 1969.
ويؤكد سكان المنطقة بالإضافة إلى المرشدين السياحيين أن هذا القطعة المعدنية تحظى باهتمام متسلقي الجبال الذين يقصدون جبل توبقال، إذ تثير قصتها فضولهم، كما أنهم يتساءلون عن سبب بقائها إلى حد الساعة القمة الجبلية.
وعلى الرغم من الجمالية التي تضفيها هذه القطعة على الجبل، إلا أنها تحمل معها ذكريات أليمة، إذ إنها قطعة معدنية ضخمة تعود لمحرك طائرة تحطمت في المنطقة سنة 1969، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.
وتعود أحداث هذه القصة إلى نونبر من سنة 1969، عندما أقلعت طائرة من طراز لوكهيد إل-749، من مدينة فارو الواقعة أقصى جنوب البرتغال، دون أن تتمكن من الهبوط، إذ كان من المقرر أن تقوم بنقل بضائع إلى جمهورية بيافرا، وهي دولة كانت تقع في الجنوب الشرقي لنيجيريا، واستمر تواجدها من 30 ماي 1967 حتى 15 يناير 1970.
وكانت الطائرة تحمل على متنها ذخائر، باتجاه هذه الجمهورية التي لم يعد لها وجود، وكان من المقرر أن تتوقف في ساو تومي وبرينسيبي، وهي دولة جزرية في خليج غينيا على الساحل الغربي الاستوائي من منطقة وسط أفريقيا، قبل تكمل في طريقها.
وأشارت عدة مصادر إلى أنه عند تحليقها فوق الأراضي المغربية، حدث مالم يكن في الحسبان، إذ أبلغ طاقم الطائرة عن عطب تقني على مستوى المحرك، ذات المصادر تؤكد أن قائد الطائرة “واجه مشاكل في المحرك وأبلغ بذلك عناصر المراقبة الجوية، وقال إنه يريد الهبوط في أقرب مطار بالمنطقة”، لكن للأسف ارتطمت الطائرة بجبل تيبحرين، حسب موقع “ساميت بوست“.
وذكر موقع “أطلس أوبسكورا” أن الطائرة اختفت عن الأنظار يوم 28 نونبر، وبعدها ببضعة أيام تم تعليق “عمليات البحث والإنقاذ عنها”، وبعد مرور سنتين على هذا الحادث المأساوي، وتحديدا في 18 يوليوز 1970، تم العثور على بقايا الطائرة المفقودة من طرف بعض متسلقي الجبال الذين كانوا في طريقهم إلى جبل توبقال.
وأشار موقع “ساميت بوست” إلى أن متسلقي الجبال عثروا على حطام بمنحدر جبل توبقال “على ارتفاع 3800 متر”، وأعلنت بعدها حكومة بيافرا أن “ثلاث من أربعة محركات للطائرة توقفت عن العمل، مما تسبب في الحادث”.
ورغم مرور سنوات على هذه الحادث الأليمة، إلا أن بقايا حطامها لا يزال يحكي قصة الرحلة التي لم تكما مسارها بنجاح.
ومن أجل الوصول إلى مكان تحطم الطائرة يشير موقع ساميت بوست إلى أنه يجب على الزوار اتباع إرشادات معينة، “فإذا كنت تتجول على الجانب الغربي من الجبل، فسوف تجد قطعة تعود للطائرة، تم وضعها هناك كإشارة أو علامة للمكان” مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى هذه القطعة، توجد قطع أخرى من الطائرة على طول طريق هذا الجانب من الجبل,