أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، الاثنين بالرباط، أن التراث الثقافي اللامادي يكتسي أهمية كبرى في مدن المستقبل.
وأبرز بنسعيد في كلمة خلال افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان “الإكليل الثقافي” المنظم حول موضوع “مدينة الغد، من المدينة الفاضلة إلى المدينة الذكية”، أن مدن المستقبل يجب أن تكون “مدنا ناطقة” بحيث يكون سكانها قادرين على الحديث عن تاريخ مدينتهم وشوارعهم، وساحاتهم، كما يستطيع كل واحد أن يتحدث عن أصوله أو منزله.
وأوضح أن “المدينة الفاضلة للفارابي والمدينة الذكية المستقبلية هما مدينة واحدة”، معتبرا أن الفضيلة والإنصاف والمسؤولية هي قيم لا يمكن نشرها بثبات إلا في إطار عملي وذكي وفعال وديناميكي، بحيث أن المدينة الأخلاقية والمدينة الذكية يجب أن تلتقيا وتندمجا في المستقبل بشرط أن تكون هذه المدينة، كذلك، “مدينة ناطقة”.
وسجل الوزير أن هذا البعد الجديد، يمكن أن توفره التقنيات الجديدة، جنبا إلى جنب مع التقاليد، لافتا في هذا الإطار إلى أن الوزارة كانت قد أطلقت بالرباط، مؤخرا، حدث “نوستالجيا” بموقع شالة الأثري، والذي مكن من الوقوف على أن “المواطن يريد جدرانا تتحدث وتحكي قصة، حتى أذا مررنا عبر شوارعنا، بالقرب من آثارنا، تحت أروقة أسوارنا، يمكننا تجربة هذا التاريخ المشترك”.
ويتميز برنامج الدورة الخامسة لمهرجان “الإكليل الثقافي”، المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، والتي تتواصل فعالياتها إلى غاية 25 دجنبر الجاري، بتنظيم ندوات وموائد مستديرة وورشات متخصصة، وذلك بحضور مفكرين وخبراء ومتخصصين لاستكشاف التفاعل القائم بين القيم الأخلاقية التقليدية والتقدم التكنولوجي.
وتتناول هذه التظاهرة الثقافية مواضيع هامة من قبيل تعزيز رفاهية المواطن، والسلوك الأخلاقي، وسياسات حماية البيئة، وبرامج مكافحة الفقر، ومبادرات المواطنين المبتكرة، لتبقى الغاية النهائية هي التأكيد على أهمية هذه القيم في بناء المدينة المثالية، حتى في عصر المدينة الذكية.
عن و م ع