عادل بوحجاري:20 دقيقة
السيد جمال حرودي، شاب مغربي من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعيش كل يوم تحديات كبيرة نتيجة افتقار البنية التحتية في الأماكن العامة إلى التجهيزات التي تمكنه من ممارسة حقوقه الطبيعية كمواطن. كان آخر هذه التحديات ما واجهه عند محاولته حضور مباراة المنتخب الوطني المغربي، حيث اقتنى تذكرة الدخول مثل كل المشجعين، متحمساً لمساندة فريقه الوطني. إلا أن فرحته لم تكتمل، فقد اصطدم بواقع مرير يتمثل في غياب الولوجيات أو الممرات المخصصة للأشخاص في وضعية إعاقة، مما حال بينه وبين دخول الملعب.
هذا الموقف ليس الأول من نوعه، بل هو جزء من مشكلة أعمق تتعلق بتهميش ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع المغربي. فمع أن القوانين الوطنية والدولية تكفل حقوقهم في المشاركة الكاملة في الحياة العامة، إلا أن تنفيذ هذه القوانين على أرض الواقع يظل دون المستوى. الملاعب الرياضية، المسارح، وسائل النقل العامة، وغيرها من الأماكن العامة لا تزال تفتقر في كثير من الأحيان إلى التجهيزات الضرورية، مثل المنحدرات والمصاعد والممرات المخصصة، التي تتيح للأشخاص ذوي الإعاقة التنقل بسهولة والاستمتاع بالتجارب اليومية مثل غيرهم.
صرخة جمال حرودي لم تكن مجرد استياء فردي، بل هي تعبير عن إحباط واسع يعيشه الكثيرون من ذوي الاحتياجات الخاصة في المغرب. هذا الإقصاء غير المباشر يحد من فرصهم في الاندماج الاجتماعي ويجعلهم يشعرون بأنهم غير مرحب بهم في الفضاءات العامة. ومع تزايد الوعي بقضايا ذوي الإعاقة، يصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى الاستجابة لنداءات هؤلاء المواطنين والعمل على تحسين البنية التحتية العامة لتكون شاملة للجميع.
الملاعب الرياضية: واجهة للاندماج أم للإقصاء؟
الملاعب الرياضية، باعتبارها مساحات تجمع الآلاف من المشجعين، يمكن أن تكون واجهة لاندماج جميع شرائح المجتمع، بما في ذلك الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. إلا أن غياب التجهيزات المناسبة في هذه الفضاءات يرسل رسالة مفادها أن الرياضة ليست متاحة للجميع. المشجعون ذوو الإعاقة، مثل جمال، لهم نفس الحقوق في الاستمتاع بمشاهدة مباريات المنتخب الوطني والمشاركة في الحماس الذي يجمع الجماهير.
أهمية التجهيزات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة
توفير الولوجيات ليس فقط مسألة قانونية بل هو التزام أخلاقي يعكس احترام المجتمع لحقوق الإنسان. هذه التجهيزات تشمل توفير ممرات خاصة، مصاعد، مقاعد مخصصة، ومرافق صحية ملائمة. من الضروري أن تكون الملاعب الرياضية في المغرب، وكافة الفضاءات العامة، مجهزة لتلبية احتياجات جميع الفئات دون استثناء.
ختاما صرخة السيد جمال حرودي يجب أن تكون محفزًا للتغيير. يجب على المسؤولين في المغرب الالتفات بجدية إلى هذه المشكلة والعمل على توفير بنية تحتية شاملة تضمن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. كرة القدم والرياضة بشكل عام تجمع الناس على اختلاف فئاتهم، ويجب أن تكون متاحة للجميع دون تمييز أو إقصاء.