في خطوة مميزة على صعيد العمل الجمعوي والمجال الصحي، تمكنت جمعية شروق للصحة النفسية بجهة الشرق بإمكانيات محدودة من تنظيم ورشات علاجية فريدة من نوعها، يُشرف على تنشيطها أشخاص مروا بتجارب شخصية مع المرض النفسي ، حيث تهدف هذه الورشات إلى تقديم دعم فعّال للمرضى النفسيين بشراكة مع المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، إذ يُعتبر إشراك متعافين في العملية العلاجية خطوة مبتكرة تُسهم في تحسين الصحة النفسية للمشاركين من خلال مشاركة التجارب والخبرات الشخصية. هذه المبادرة تُبرز أهمية الاستفادة من تجارب المتعافين كجزء أساسي من الاستراتيجيات العلاجية، مما يعزز التفاهم والتعاطف ويُسهم في خلق بيئة علاجية أكثر شمولية ودعماً.
تشمل هذه المبادرة مجموعة متنوعة من الورشات المخصصة لدعم المرضى، منها ورشات اللغات الإنجليزية والفرنسية التي تهدف إلى تعزيز التواصل والانفتاح على ثقافات جديدة. بالإضافة إلى ذلك، تُقام ورشة للتعبير والمسرح حيث يُمكن للمشاركين التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بحرية، مما يساعدهم على تطوير الثقة بالنفس وتحسين قدراتهم على التواصل. كما تتضمن الورشات الفنية ورشة للرسم، تتيح للمشاركين استخدام الفن كوسيلة للتعبير الإبداعي والتنفيس عن التوترات النفسية.
ومن اللافت أيضاً إشراك أسر المرضى في تقديم الدعم، حيث يتم تنظيم ورشتين بإشراف أفراد من عائلاتهم: الأولى تُركز على تدريب المرضى على مهارات حياتية يومية لتحسين استقلاليتهم، والثانية ورشة حرفية تُعنى بإصلاح الكراسي، مما يُسهم في تعزيز المهارات الحركية الدقيقة لديهم وإعادة دمجهم في أنشطة مجتمعية ذات طابع إنتاجي. تعد هذه المبادرات نموذجاً ناجحاً لكيفية استثمار الموارد البسيطة لتقديم دعم شامل ومتنوع يُسهم في تحسين جودة حياة المرضى النفسيين وأسرهم على حد سواء.