20 دقيقة
بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري 2024، الذي يصادف 14 نونبر من كل عام، تجدد المنظمة المغربية لأصدقاء مرضى السكري للتوعية والتدبير التزامها الراسخ برفع الوعي حول مخاطر داء السكري، وضرورة الوقاية والتعامل السليم مع المرض، خصوصا عند الأطفال والشباب. يمثل هذا اليوم فرصة لتعزيز الوعي حول السكري، خاصة النوع الأول الذي يتطلب علاجات بالأنسولين، في ظل إحصائيات مقلقة تشير إلى تزايد عدد الأطفال المصابين.
*التزام دائم من أجل مستقبل صحي تكشف
الإحصائيات الأولية لعام 2024، التي أجريت بالتعاون و العمل الجاد الذي يجمع ما بين المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بوجدة أنكاذ “مكتب الصحة” والمنظمة المغربية لأصدقاء مرضى السكري للتوعية و التدبير، عن ارتفاع ملحوظ في عدد الأطفال المصابين المتمدرسين بالمؤسسات التعليمية بوجدة ، مما يستدعي تكثيف الجهود. و قد سجلت الأرقام كالتالي:المرحلة الابتدائية: 77 حالة (33 فتاة و44 فتى)المرحلة الإعدادية: 44 حالة بالتساوي بين الجنسينالمرحلة الثانوية: 8 حالات توضح هذه الأرقام الحاجة الملحة لتوسيع نطاق التوعية والوقاية، إضافة إلى توفير العلاج الملائم للأطفال المصابين.
*أهمية الوقاية والعلاج المبكر
إن الاستثمار في العلاجات الحديثة، مثل مضخة الأنسولين مثلا ، يعد خيارا أساسيا لتحسين صحة الأطفال و الشباب على المدى البعيد. فرغم تكاليفها الأولية المرتفعة، تسهم هذه العلاجات في تقليل المخاطر الصحية المستقبلية، مثل الفشل الكلوي، وأمراض القلب، والمضاعفات العصبية ، البتر ، العمى…. ويعتبر العلاج المبكر والفعّال استثماراً يقلل من تكاليف الرعاية الصحية المستقبلية، ويعزز استقلالية المصابين ويحسن جودة حياتهم.
*الاستثمار في مستقبل متعايش مع المرض
إن إطلاق برنامج شامل لأطفال السكري، يشمل التوعية والدعم النفسي وتوفير العلاجات المتطورة، يمكن أن يؤدي إلى نشوء جيل من الشباب قادر على التعايش مع المرض بفاعلية و بأقل الأضرار. هذا الاستثمار لا يساعد فقط في تقليل تبعات المرض، بل يسهم أيضا في تكوين شريحة شبابية نشطة و منتجة، غير مثقلة بالأعباء الصحية والاجتماعية، بل فاعلة في المجتمع و موهوبة، مما يخفف من العبء على المجتمع و الدولة…
*شراكات مثمرة وجهود متواصلة
تشكل الشراكة المستمرة بين المنظمة المغربية لأصدقاء مرضى السكري والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بوجدة أنكاذ “مكتب الصحة”، خطوة مهمة في مكافحة السكري في المدارس والمجتمع. وقد تجسدت هذه الشراكة من خلال برامج ومبادرات توعوية تعكس التزام جميع الأطراف بمكافحة السكري، والتقليل من انتشاره بين الأطفال والشباب، وتقديم الدعم اللازم لإدارة المرض بفعالية.
*اقتراحات عملية لمستقبل صحي أفضل
استنادا إلى الإحصائيات الحالية، وتماشيا مع الحاجة لتحسين الوقاية والعلاج، تقترح المنظمة المغربية لأصدقاء مرضى السكري خطوات عملية:
1. إدراج العلاجات الحديثة ضمن التغطية الصحية: مثل مضخة الأنسولين وأجهزة مراقبة السكر المتطورة لضمان توفير الرعاية المستمرة للأطفال.
2. تعزيز برامج الوقاية والتوعية: تنظيم حملات توعوية في المدارس والمجتمعات لتشجيع السلوكيات الصحية كالتغذية السليمة والنشاط البدني.
3. دعم مراكز علاج السكري المتخصصة: إنشاء مراكز تقدم الرعاية الصحية والدعم النفسي للأطفال والشباب المصابين.
4. تشجيع البحث العلمي: دعم الدراسات والابتكارات في مجال السكري لتطوير تقنيات علاجية متقدمة وبتكلفة أقل.التزام متواصل ودعم دائمتواصل المنظمة المغربية لأصدقاء مرضى السكري، بالتعاون مع السلطات المحلية و بعض المؤسسات، تقديم الدعم لمرضى السكري من خلال أنشطتها المختلفة التي تشمل جميع شرائح المجتمع. فالعمل لمكافحة السكري يمتد على مدار العام، إيماناً بأن مواجهة هذا الداء تتطلب جهداً جماعياً مستمراً. ولا يمكن للجهود المبذولة من قبل الجمعيات والمؤسسات الصحية والتعليمية والحكومية وحدها أن تكافح داء السكري، بل تتطلب تكاتف كافة أفراد المجتمع. فالوقاية من السكري مسؤولية جماعية، يجب أن تشمل الجميع، خاصةً في مرحلة ما قبل السكري للحد من مخاطر الإصابة في المستقبل.نداء المنظمة المغربية لأصدقاء مرضى السكري للتوعية والتدبيرندعو الجميع إلى تبني نمط حياة صحي يساهم في الوقاية من السكري والأمراض المزمنة، ودعم الصحة البدنية والنفسية.
نصيرة بنيوال رئيسة المنظمة المغربية لأصدقاء مرضى السكري للتوعية والتدبير