عادل بوحجاري:20 دقيقة
في خطوة رائدة لتعزيز الأمن المائي وتدبير الموارد المائية بفعالية، أطلق المغرب مشروعًا ملكيًا فريدًا من نوعه يربط بين حوضي سبو وأبي رقراق. يهدف هذا الربط المائي إلى تحويل فائض المياه من الحوض الأول إلى المناطق التي تعاني من نقص حاد في الموارد المائية، مما يمثل قفزة نوعية نحو تحقيق التضامن المائي بين الأحواض.
ويمتد المشروع ليشمل لاحقًا سد المسيرة في حوض أم الربيع، الذي يعاني من جفاف غير مسبوق، حيث وصلت نسبة ملئه إلى 1% فقط، ما يعادل 41 مليون متر مكعب من أصل سعته الإجمالية البالغة مليارين و656 مليون متر مكعب.
ويهدف التمديد الجديد إلى تعزيز الشبكة المائية الوطنية، عبر نقل 350 إلى 400 مليون متر مكعب من المياه سنويًا من حوض سبو إلى سد المسيرة، في خطوة استراتيجية لمواجهة ندرة المياه.
بدأ تشغيل المشروع في 28 أغسطس 2023، محققًا صبيبًا مائيًا يبلغ 15 مترًا مكعبًا في الثانية. وقد استغرق إنجازه نحو 9 أشهر فقط، ليصبح نموذجًا عالميًا في سرعة التنفيذ والفعالية. المشروع يُحوّل المياه التي كانت تضيع في المحيط الأطلسي إلى موارد تنعش الأحواض المائية المحتاجة.
وبالتوازي مع هذا المشروع، أعلن وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن المغرب يعمل على رفع قدرات تحلية مياه البحر، التي ارتفعت من 145 مليون متر مكعب سنويًا إلى 270 مليون متر مكعب حاليًا، ما يعزز استراتيجية المملكة لمواجهة تحديات المياه.
ويأتي هذا المشروع الضخم استجابة للتوجيهات الملكية الواردة في خطاب الملك محمد السادس بتاريخ 14 أكتوبر 2022، والتي شددت على أهمية الربط المائي بين الأحواض.
“الطريق السيار المائي” ليس مجرد مشروع تقني، بل هو إنجاز يعكس رؤية استراتيجية عميقة لمستقبل الموارد المائية في المغرب، ويضع المملكة في طليعة الدول التي تواجه أزمة المياه بحلول مبتكرة ومستدامة.