عبد الحق بنقادى :شهداء قطاع الصحة

7 أبريل 2020
عبد الحق بنقادى :شهداء قطاع الصحة

“شهداء قطاع الصحة”
يوم حزين بكل المقاييس بعدما افتقد الوطن ثلاثة اطباء و هم جنودنا في الصفوف الاولى يقاتلون في ساحة المعركة ليل نهار خدمة و فداء لهذا الوطن الحبيب في ظروف صعبة تعيشها بلادنا خاصة مع دخولنا المرحلة الحرجة من انتشار فيروس كورونا.


اليوم لا يمكن لأحد أن يزايد على التضحيات الجسام و الثمن الباهض الذي يؤديه اطر الصحة من أطباء و ممرضين و اداريين و مستخدمين خدمة لهذا الشعب في هذا الوقت العصيب بالذات، لقد لبوا بكل تلقائية و وطنية حقيقية نداء الوطن و الضمير المهني حاملين ارواحهم في اكفهم خدمة و حماية لهذا الشعب الذي بات يهدده الوباء و يفتك به.
كان من الممكن أن يتخلفوا عن الموعد و لهم اعذارهم في ذلك و هواجسهم _ و هي كثيرة و لا تخفى على احد_ من ظروف عمل غير مشجعة و ضعف الامكانيات و اللوجيستيك و سوء تدبير القطاع و هجرة الأدمغة و حجم التحدي أكبر عذر لهم، في وقت كانت الأموال و الرعاية تغدق على التفاهة و السياسات و البرامج الفاشلة و تسلط عليها الأضواء مع كامل الاسى و الأسف.


اليوم يسجل تاريخنا بفخر و اعتزاز أن لهذا الشعب أبناء بررة و جنودا بواسل استرخصوا حياتهم و نزلوا لميدان المعركة بعدما ودعوا ابنائهم و اقرابائهم، في الوقت الذي يمكث فيه الجميع بمنازلهم مع ابنائهم مطمئنين مرتاحين، و عندما حمي الوطيس اختاروا ان يكون منهم الشهداء أولا في سبيل الله و الوطن، مجسدين أروع الأمثلة في بذل النفس، و لسان حالهم يقول “نتعب ليرتاح الناس و نغامر ليأمن الناس و نموت ان اقتضى الأمر ليحيى الناس”، و بذلك استحقوا وسام الحياة (ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا) صدق الله العظيم، فلم و لن يتراجعوا حتى النصر و لا شيء غير النصر بإذن الله تعالى.


و بناء على ما سبق فنحن اليوم شعبا و دولة في خندق واحد مطالبون كل من موقعه و الواجبات الملقاة على عاتقه، أن لا نتخلف عن الموعد و نكون كمن يقول لمثل هؤلاء الأطر الاشاوس (اذهب أنت و ربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون)، بل لابد على الاقل من دعمهم و مؤازرتهم بأمور أساسية ملحة و مستعجلة:
اولا: نرد لهم التحية بأحسن منها و لا نبخسهم اشيائهم و نقدر ما يقومون به من مجهودات و تضحيات جسيمة في ظروف سفيهة، و رد التحية يكون على كافة المستويات شعبيا و رسميا و اعلاميا و ثقافيا و اجتماعيا و بشتى طرق و أساليب التحايا الحسنة.


ثانيا: نلتزم بتوصياتهم و توجيهاتهم و نطبقها حرفيا فهم أهل الاختصاص و أصحاب الكلمة الفصل في الموضوع، فهم الرائد ” والرائد لا يكذب أهله” و هو الذي يكون في مقدمة الجيش يستطلع أخبار العدو و خططه و عدته و عتاده.
ثالثا: أي تقصير او تهاون او اخلال من جانبنا هو بمثابة كشف لظهورهم و تعسير لمهامهم و تعريضهم للخطر المحدق فيكونون أول من يؤدي الثمن، خاصة مسألة الإنضباط للحجر المنزلي.


رابعا: وجب أن تؤمن لهم جميع الاجواء و الاحتياجات و تعبئ كافة الوسائل و الامكانيات لتمكينهم من أداء مهامهم على أكمل وجه تفاديا لأن لا نخسر المعركة و نفقد المزيد من الارواح لا سمح الله.


خامسا: نتوجه بأكف الضراعة دعاء لهم أن يتقبل الله سعيهم و يحفظهم و يكلل مساعيهم بالنجاح والتوفيق في مهامهم و يرحم الشهداء و يشفي المرضى و يرفع عنا و عن الإنسانية جمعاء الوباء و البلاء و يعيش العالم مرحلة جديدة في أمن و سلام و ازدهار بعدما عشنا الاستبداد و الفساد و الحرب و الدمار.

رحماللهشهدائنا

بقا_فدارك

الاستاذ بنقادى عبد الحق .محام وفاعل حقوقي و جمعوي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

باستمراركم في تصفح هذا الموقع، نعتبر أنكم موافقون على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" أو التقنيات الأخرى المماثلة لها والتي تتيح قياس نسب المتابعة وتقترح عليكم خاصيات تشغيل ذات صلة بمواقع التواصل الاجتماعي أو محتويات أخرى أو إعلانات قائمة على خياراتكم الشخصية

موافق
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com