مكانة الأسرة الاجتماعية

15 مايو 2020
مكانة الأسرة الاجتماعية

بقلم : ذ.الطاهر مورتجين

الاسرة هي اللبنة الاولى، والدعامة الاساسية في بناء المجتمع كلما كانت هذه اللبنة قوية ,كان البناء الذي يقوم عليها قويا متماسكا

والمجتمع هو مجموع الاسر التي ترتبط مع بعضها البعض برباط المحبة ,فقوة المجتمع و ضعفه يقاس بمدى قوة الاسرة او ضعفها. وهنا تكمن أهمية الاسرة ودورها في بناء المجتمع ورقيه

لما كانت الاسرة هي الدرع الحصينة و اعضاءها يشد بعضهم بعضا ,تجلت مكانته اجتماعيا على الطفل والابوين والمجتمع.

الاسرة تساهم في النشاط الاجتماعي ماديا وروحيا وعقائديا فضلا عن الجانب الاقتصادي، كما لها حقوق اضافة الى ما عليها من واجبات .من حيث المفهوم انها جماعة صغيرة تتكون عادة من الاب و الام وطفل او اطفال، يتبادلون الحب و يتقاسمون المسؤولية, تقوم الاسرة بتربية الاطفال وضبطهم ليصبحوا اشخاصا يتصرفون بطريقة اجتماعية- (بوكاديرس-Bogaderss) تتوافق و المجتمع، من حيث الاهمية ,تنشأ فيها الاجيال باعتبارها مدرسة  التربية الاولى ,ولن يتحقق البناء الاجتماعي السليم الا بشروط اساسية في الاسرة ,صلاح الوالدين واعتماد النهج المحمدي في تربية الاطفال، اجيال الغد، في انسجام تام و مقاربة تشاركية تعاونية افقية مع باقي المؤسسات ,ناشدة المنهجية العقدية السليمة والوسطية التوافقية في توجيه منهج الحياة للأبناء وبالتالي المساهمة في توجيه المجتمع. اما على مستوى الاهداف فللأسرة هدف ديني و اخر اجتماعي يتجسد في توثيق المحبة والتالف  ويتجلى في قيم التسامح والتعاون واخر صحي غايته حماية الاسرة و الاطفال من الامراض الناتجة عن الاتصال المحرم ونشر ثقافة الوقاية الصحية

وظائف الاسرة :للأسرة وظائف هامة في تكوين جيل مؤهل لخدمة وطنه وتنمية مجتمعه، وظيفة بيولوجية , ووظيفة نفسية يشعر من خلالها الطفل بالإحساس بالأمان و الاستقرار العاطفي و السلام والراحة النفسية حيث ابعاد الاطفال عن اجواء التوتر والرفض لتجنب تأثيره على طباعهم الشخصية.

الوظيفة التربوية وهي اهم الوظائف من حيث المسؤولية ,انها تقوم على تنشئة الطفل على القيم الصحيحة و المبادئ والاخلاق العالية والعادات الجيدة التي تساعد على تكوين ذاته وغرس معاني الوطنية وحب الوطن وتعليمه اهمية الوقت وحسن استغلاله.

الوظيفة الاجتماعية, يكتسب الطفل من خلال الاسرة كيفية تكوين علاقات اجتماعية سليمة ضمن ضوابط الدين والقيم وذلك باكتسابه مهارات وقدرات و اساليب التفاعل الاجتماعي مع المحيط ما يزيد من قدرته و قابليته على الاندماج الفعلي السليم مع الاخرين ,فالأطفال ذوات ايجابية ومحورية في محيطهم الاسري ومجتمعهم

العامل الاجتماعي في الاسرة

نقصد بهذا العامل  العلاقات السائدة داخل الاسرة و ما يطبعها من انسجام و توافق او تفكك واضطراب، والاسرة باعتبارها الميثاق الاكثر دلالة بين مختلف مكونات المحيط الاجتماعي تشكل الوسط القاعدي للعلاقات و التجارب الاولى للطفل الذي يتأثر بشكل مباشر بنوع العلاقات السائدة بين الوالدين وبين الاطفال فيما بينهم و بين الاخوة والوالدين، والاسرة السليمة سيكولوجيا وسيسيولوجيا هي تلك التي تعيش جوا اجتماعيا مفعما بعواطف المحبة و الحنان متشبعا بالطمأنينة و التضامن ,فالطفل لا يمكن ان يحافظ على اتزان شخصيته الا داخل الاسرة.

بوجود الام يتعلم الطفل الحب و الحب ضروري لأنماء شخصيته ,في حين غيابه والتفريط فيه قد يؤدي الى ايقاف نمو ه العاطفي و العقلي و بالتالي يؤثر سلبا على ذكاءاها ,من جهة اخرى قد يؤدي الى اضطرابات عنيفة في السلوك وفي العلاقات الاجتماعية بالأخرين، كإصابة بعض الاطفال بأمراض نفسية .و بوجود الاب يتعلم الطفل الثقة في النفس وتتهيأ شخصيته لمجابهة مشكلات الحياة، ويتخذ لنفسه مثلا اعلى يقتدي به….وجود الوالدين معا في البيت يقوي اطمئنان الطفل ويزيد من ثقته في الحياة، قد دلت أبحاث سيكولوجية اجتماعية على ان الاطفال الذين يعيشون في حالة طلاق او يقضون طفولتهم في خصام عائلي بين الوالدين يفقدون الثقة في الحياة وتنعدم لديهم القدرة على الابداع في جملة سلوكياتهم وافعالهم

كما أن الحياة العائلية المضطربة و المشاحنات بين الوالدين و الخصام الدائم داخل البيت ,قد تؤدي الى تكوين شخصية طفل غير مقبل على الحياة ولا ريب ان تأثير هذه الشخصية سوف ينعكس على التحصيل الدراسي كما وكيفا .لكن الاسرة التي تعيش في جو من الاطمئنان النفسي ,القائم على الاحترام المتبادل و التودد بين افرادها تيسر لأطفالها فرصة انماء شخصياتهم وسلوكياتهم الفردية و الاجتماعية .

الاسرة والتعليم

ان نظرة الوالدين المشرفين المباشرين على تربية و تنشئة الطفل و كذلك الاخوة الكبار, الى أهمية التعليم و دلالته المستقبلية في حياة الطفل تؤثر بدرجة كبيرة في دفع الطفل -التلميذ-لذلك حيث اتضح من خلال الدراسات وبجلاء ان تحسين فكرة الطفل في مجال قدرته على التحصيل الدراسي و توليد الاهتمام لديه بخاصة في التفوق الدراسي على زملائه تأتي من فكرة الوالدين في المقام الاول عن أهمية التعليم ومدى ما يوليانه نحو ذلك من اهتمام. وفي هذا الصدد المستوى التعليمي والاقتصادي للأسر يكون له تأثير سلبي او ايجابي على مستوى التحصيل الدراسي للأبناء . فطفل الاسرة الميسورة المتعلمة في الحاضرة له امكانية وفرصة اوفر لتحصيل جيد مقارنة مع اقرانه من الاسرة الفقيرة او الفقيرة القروية.

علم الاجتماع الاسرة يهدف الى بناء الطفل-الانسان-داخل المجتمع بناء تكوينيا سليما و السمو به في مراتب الفضيلة و السعادة و الرفع من قيمته المادية و المعنوية و الاخلاقية رغبة في بناء وتنمية المجتمع. وجب اعطاء الاسرة قيمة و مكانة تستحقها ,فكورونا كشف تفاهة كل ما يشغلك عن الاسرة .حقا للأسرة اعتبارية اجتماعية ووظيفية مهمة في حياة الطفل -الانسان -ومكانة أساسية بالنسبة المجتمع.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

باستمراركم في تصفح هذا الموقع، نعتبر أنكم موافقون على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" أو التقنيات الأخرى المماثلة لها والتي تتيح قياس نسب المتابعة وتقترح عليكم خاصيات تشغيل ذات صلة بمواقع التواصل الاجتماعي أو محتويات أخرى أو إعلانات قائمة على خياراتكم الشخصية

موافق

This will close in 0 seconds