رحيل المفكر المغربي الدكتور محمد وبيدي : بعض الشذرات قبل الواة

7 أغسطس 2020
رحيل المفكر المغربي الدكتور محمد وبيدي : بعض الشذرات قبل الواة

بقلم :سيد علي ماءالعينين 

أولاً، أوَدُّ نسبياً أن أصحح عبارةً قيلت، وهي أن الفلسفة مُنعت. الفلسفة لم تُمْنَع، وإنَّما لِمُبَرِّرات تقدَّمت بها الوزارة في ذلك الوقت أوقِفَ التسجيل في شعبة الفلسفة، وبعد تدخُّلات الأساتذة أُعيدَ التسجيل فيها بكلية الآداب بالرباط وبفاس، وبعد أن تقدمنا، في إطار الجمعية الفلسفية المغربية، بطلب إعادتها، أُعيدَتْ تدريجياً إلى الكليات الأخرى، وهي الآن موجودة في جميع كليات الآداب.

أنا قلتُ : لم تُمنع، ولكن، في نفس الوقت الذي مُنِعَتْ فيه سنة 1980 كتبتُ، شخصياً، مقالاً اسمه «الفلسفة والتنمية»، أبين فيه دلائل أهمية الفلسفة، والحاجة الملحة إليها. الفلسفة عانت عبر تاريخها من الحَجْب والمنع، وعانى الفلاسفة من المحن أكثر، ربما، مما عانينا، ولكنها كانت تعود لتفرض نفسها، فالكتابات التي كتبها المتفلسفون المغاربة ساهمت في بقاء الفلسفة، وفي حضورها المستمر. الفلسفة، كمياً، أكثر حضوراً اليوم من غيرها.

ثانيا: أنظر إلى التعليم كمنتج للمواطن المغربي، وكنتُ أريد من المواطن المغربي في المستقبل، عندما يقف إلى جانب غيره من مواطني بلدان أخرى، أن يكون قوياً، لأن ضعف التعليم يمكن أن يؤدي إلى ضعف الشخصية المغربية على العموم. لذلك ينبغي التعجيل بإصلاح التعليم، وإشراك جميع المهتمين بهذا الأمر في التفكير في وضع حلول جديدة، وألا يتم اعتبار هذه الحلول نهائية. الإصلاحات ينبغي أن تبقى دائما مفتوحة، لأنَّ هناك دائما متغيِّرات جديدة، ينبغي مواكبتها.

ثالثا:لماذا نجعل الفلسفة في صراع مع الدين؟ هذه التيارات

 ليست دينية بالضرورة، لأنَّ لها رأيا في الدين يختلف معها فيه حتى المؤمنون بذلك الدين. الدين ملك للجميع، أما الاستحواذ على الدين، والاشتغال باسمه وتأويله، فلا علاقة له بالدين. الناس ليسوا مُتَّفِقين على ما يمارسه هؤلاء، فالإطار الديني هو أعم من هذه التيارات ومن فكرها، والفلسفة، رغم كل هذا، مازالت تلعب دوراً في هذا الباب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

باستمراركم في تصفح هذا الموقع، نعتبر أنكم موافقون على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" أو التقنيات الأخرى المماثلة لها والتي تتيح قياس نسب المتابعة وتقترح عليكم خاصيات تشغيل ذات صلة بمواقع التواصل الاجتماعي أو محتويات أخرى أو إعلانات قائمة على خياراتكم الشخصية

موافق