يُخلّد المغاربة اليوم الذكرى 81 لتقديم و ثيقة المطالبة بالاستقلال، هذه المحطة التاريخية المضيئة التي تجسد ملحمة نضالية عظيمة بقيادة العرش وبتلاحم شعبي فريد ضد الاستعمار وهي مناسبة تستحضر فيها الأجيال معاني التضحية والوطنية في سبيل الحرية والسيادة.
وشهد المغرب عقودًا من النضال المرير منذ فرض الاستعمار مطلع القرن الماضي، حينما قُسّمت البلاد بين الحماية الفرنسية والإسبانية، مع خضوع طنجة لنظام دولي.
ورغم محاولات التقسيم والتفتيت، ظل الشعب المغربي متحدًا، مقدّمًا التضحيات في انتفاضات شعبية ومعارك ميدانية شرسة، إلى جانب النضال السياسي الذي تصاعد مع مناهضة “الظهير الاستعماري التمييزي” عام 1930، وبلورة المطالب الإصلاحية في الثلاثينيات.
وبرز جلالة المغفور له محمد الخامس، بطل التحرير، كقائد لهذه الملحمة. ومنذ توليه العرش عام 1927، عمل على إشعال روح المقاومة لدى المغاربة، حيث استغل مؤتمر آنفا عام 1943 للدفاع عن استقلال البلاد، بدعم من الرئيس الأمريكي روزفلت.
كانت وثيقة المطالبة الاستقلال لعام 1944 نقطة تحول كبرى، إذ تضمنت مطالب استقلالية واضحة وتطلعات لإصلاح سياسي شامل، ما عزز الروح النضالية التي بلغت ذروتها بعد نفي السلطان، لتتوج بعودة الملك وإعلان استقلال المغرب عام 1956.
إحياء هذه الذكرى و في سنتها 81 ، ليس مجرد احتفال، بل هو تأكيد على ارتباط المغاربة بتاريخهم التحرري، واعتراف بتضحيات أجيال صنعت فجر الحرية وأرست أسس السيادة الوطنية.
20 دقيقة : هيئة التحرير