يحتفل المغرب باليوم الوطني للطفل، الذي يصادف كل 25 ماي من كل سنة، في ظروف عصيبة حكمت على جميع الأطفال ملازمة المنازل، نتيجة تفشي فيروس كورونا الذي اجتاح العالم، هذا جعل أغلب الأطفال يعيشون أزمات نفسية، ولاسيما أنهم في فترة اللعب، بالإضافة إلى عدم استيعاب هذه الجائحة بالشكل المطلوب قصد التكيف مع الوضعية الجديدة بشكل يحافظ على الاستقرار النفسي.
ويشكل هذا الاحتفال خاصة في ظل الجائحة، فرصة للوقوف والتأمل في وضعية الطفولة في المغرب التي تعيش وضعية صعبة، فالأرقام الصادرة بخصوص عدد الأطفال الذين يتخذون من الشارع مأوى لهم تثير مجموعة من التساؤلات حول مجموعة من التدابير والتقارير التي تصدرها وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، خاصة أن المغرب ملزم بالنهوض بوضعية الطفل، وتعزيز مكانته وحقوقه داخل المجتمع وفق المواثيق الدولية التي صادق عليها.
ازدادت معاناة الأطفال في الحجر الصحي خاصة في ظل التعليم عن بعد الذي لم يكن موفق إلى حد كبير في تغطية جميع الأطفال المتمدرسين خاصة في العالم القروي والأحياء الهامشية، بالإضافة إلى فراغ كلي لبرامج تلفزية قد تخفف من الضغوطات النفسية للأطفال، فجميع القنوات المغربية غير مؤهلة للإهتمام بالطفل وهذا يشكل عائق كبير في نموه، بل في بعض الأحيان تعمد على بث سلسلات تلفزية تدمر عقل الطفل وتربك حساباته التربوية والقيمية، كسلسلة “سوحليفة” التي نادى مجموعة من الفاعلين التربويين بتوقيف بث هذه السلسلة، لكن لا آذان تسمع وتنصت.
فجميع التربويين يؤكدون أن الطفل المغربي في زمن التكنولوجية أصبح شاردا و ضعيف التركيز وهذا لا شك أثر بشكل كبير على مردوديته التربوية والتعليمية، مما ينذر بمستقبل عصيب إذا لم تتدارك الدولة الأمر، وتعمل على تصحيح النظام التربوي العام بالمغرب حتى لا يضيع هذا الوطن مستقبلا.
فرغم كل هذه المجهودات المبذولة من طرف الأطراف المتدخلة في وضعية الطفولة في بلادنا، فالنتائج تبقى بعيدة المنال بحكم عدم وضوح الاستراتيجية، وغياب التنسيق بينهم مما يؤثر على النتائج، خاصة أن الإعلام المغربي يساهم في تخريب عقول الأطفال ببرامج تدمر أكثر مما تنفع، فالطفولة هي العمود الفقري لكل مجتمع باعتبارها هي من ستقود السفينة في المستقبل.
20 دقيقة/ خالد الشادلي