العيد في زمن كرونا

18 مايو 2020
العيد في زمن كرونا

الدكتور / عبدالعزيزمحمد صغير الجرادي.


في الحقيقة يشعر الناس بعدم ارتياح وغياب تام للبهجة في قلوبهم بسبب زيادة وباء كرونا إلا أن بعضهم بداء مع الأيام الأخيرة من رمضان بزيارة أقاربه وإعداد ليست بقليلة والنتيجة زادت حالات الإصابة بفيروس كرونا المستجد Comvid19 بينهم والمشكلة أن الإصابات عائلية بمعنى أن الفيروس لا يصيب فردا وإنما يصيب كل افراد العائلة بسبب التجمع أو الزيارة .


ومع اقتراب عيد الفطر المبارك تقابلنا مشكلة كبيرة الجميع يفرح ويسعد بقدومه ونحتفل بذلك فهو مناسبة عزيزة على قلوبنا وفي أيامه تحلو لنا اللقاءات العائلية بطابعها الأسري والاجتماعي الرائع لكن هذا الطابع في هذا التوقيت لن يكون جميلا بل على العكس من ذلك سيكون خطيرا .


عيدنا هذه المرة مختلف عن سائر الأعياد العيد في زمن كرونا ويتطلب منا الحرص الشديد ومضاعفة الاحتراز ويجب التفكير جليا قبل القيام بأي سلوكيات أو تصرفات قد تؤدي إلى عواقب وخيمة .


قبل التفكير بالزيارات والتجمعات من أجل الفرحة بالعيد يجب التفكير على أن هناك فيروس معدي لا يزال واسع الانتشار وخطير جدا وبالذات على كبار السن .فيروس لا علاج له ولا لقاح. وليس من مصلحة أحد أن يتسبب في إلحاق الضرر بالآخرين أو بأحد من أفراد عائلته أو من أصدقائه.

العيد في زمن كرونا

شعور صعب ومحزن، لكننا منذ بداية انتشار الفيروس تنازلنا عن الفرحة في كثير من الأمور، وتخلينا «مؤقتاً» عن عادات محببة لنا، توقفنا عن مصافحة بعضنا بعضاً، بل توقفنا عن حضن أبنائنا، وتقبيل رؤوس آبائنا وأمهاتنا، تباعدنا اجتماعياً وجسدياً عن كل من نحب، ومر علينا شهر رمضان بصعوبة بالغة، وأغلقت فيه المساجد التزمنا فيه بيوتنا بعد أن كنا نعشق لياليه و«جمعاته»، لذا فالأولى أن نأخذ حذرنا ولا نتخلى عن الإجراءات الاحترازية خلال أيام عيد الفطر، فالعيد ليس استثناء من إجراءات «كورونا»!

فلنحرص كل الحرص على التباعد الاجتماعي والجسدي، ولنلزم بيوتنا قدر الإمكان، ولنمنع التجمعات العائلية، فالجميع يمر بالظرف نفسه، والجميع مدرك لخطورة الموقف، ولا لوم على أحد إن لم يقم بزيارة ذويه، لكن اللوم كل اللوم عليه، إن تسبب في أذى أو مرض أي منهم.

العيد فرحة كبيرة، لكنها هذه المرة فرحة في القلب فقط، دون مشاركة بقية الجوارح، وفرحة عن بُعد، دون تقارب أو تزاور أو تجمعات، وعلينا جميعاً ألا ننسى أو نتغافل تعليمات وقرارات الحكومة المتعلقة بالإجراءات الاحترازية الواجب اتباعها دائماً، في كل لحظة وكل مكان، فهي مفتاح الأمان، وهي الضمانة لعدم التقاط الفيروس وانتشاره!

أيام العيد هي أيام للفرح، وبغض النظر عن كيفية وطريقة هذا الفرح في هذه الظروف، فلنعشه بشكله الجديد، بدلاً من تحويله إلى حزن وأسى وندم، ويكفينا فرحاً أن نُبقي من نحب من آبائنا وأمهاتنا وأفراد عائلتنا وأصدقائنا، بخير وصحة، حتى إن لم نكن بالقرب منهم

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

باستمراركم في تصفح هذا الموقع، نعتبر أنكم موافقون على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" أو التقنيات الأخرى المماثلة لها والتي تتيح قياس نسب المتابعة وتقترح عليكم خاصيات تشغيل ذات صلة بمواقع التواصل الاجتماعي أو محتويات أخرى أو إعلانات قائمة على خياراتكم الشخصية

موافق

This will close in 0 seconds