كثر الحديث في المغرب عن اليأس والإحباط الذي أصبح يصيب العديد من الأشخاص من مختلف الشرائح الاجتماعية. واليأس هو ما يشعر به الانسان من حزن عميق واحباط كبير نتيجة عدم القدرة على تغيير الأوضاع وفقدان الامل في البشر والايمان بالفشل في الحياة.
واليأس على خلاف ما يعتقده البعض، مرض نفسي يجعل اليائس لا يدري كيف سيصير، ولا الى أين هو ذاهب، حيث يحل الألم محل الذكاء، يفقده معنى الحياة، ويقتل فيه كل شيء، ولا يمكن للغير أن يتنبأ بما يمكن أن يقدم عليه من خطوات بعيدة عن العقل والمنطق.
و يعيش اليائس حالة ألم وبؤس، وقد أصبحت لديه أفكارا وهواجس توحي اليه بأن الكل قد تخلى عنه، وبأنه لن يكون هنالك انفراج للمآسي التي يمر منها، وأن معاناته لن تنقشع، الى درجة يصبح معها خطرا على نفسه وربما حتى على غيره.
وأمام الصورة القاتمة التي ترسخت لليائس اتجاه المجتمع، واتجاه البشر، وفقدانه كل أمل في الحياة، فإن من غير المستبعد أن يتلفظ بأقوال، أو أن يقدم على أفعال غير منطقية وغير عقلانية في نظر الغير، قد تصل الى حد الانتحار في بعض الحالات، إن هي لم تأخذ مأخذ الجد من قبل محيطه.
ومن تم فإن اليائس ليس بحاجة لمن يحاسبه ويحاكمه على الوضع الذي يوجد عليه، ولا على أقواله وافعاله، لأنه منهار نفسيا ولان المحاكمة ستكون بمثابة صب الزيت على النار ولن تزيد إلا في تأزم حالته، بل هو بحاجة الى طبيب مختص والى علاج آني وعناية فائقة من محيطه، تخرجه من الكئابة التي يوجد عليها والتي أفقدته طعم الحياة ونعمة الحكمة والثقة في البشر وفي المجتمع ككل.
فلنتريت كثيرا قبل إصدار أحكام معيارية على أشخاص يعلم الله مدى معاناتهم ومدى انخفاض معنوياتهم.
ذ.خالد خالص