المركز الدولي لخدمة اللغة العربية بمراكش يحتفي باللغة العربية في يومها العالمي

27 ديسمبر 2019
المركز الدولي لخدمة اللغة العربية بمراكش يحتفي باللغة العربية في يومها العالمي

نظم المركز الدولي لخدمة اللغة العربية بمراكش بتنسيق مع كلية اللغة العربية بمراكش والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مراكش آسفي أمس الخميس 26 ندوة علمية حول “اللغة العربية وسؤال المثاقفة” احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، بمدرج أحمد الشرقاوي إقبال بكلية اللغة العربية بمراكش.

وافتتحت الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة عميد كلية اللغة العربية بمراكش الكدتور أحمد قادم مرحبا فيها بالحاضرين ومنوها بسعي كلية اللغة العربية دوما لخدمة لغة الضاد

وقال رئيس المركز الدولي لخدمة اللغة العربية الدكتور مولاي البشير الكعبة في كلمته إن المركز يبدل جهودا كبيرة في سبيل العناية باللغة العربية مبرزا في الوقت ذاته أن عنايته بهذه اللغة يبقى متواصلا على الدوام إلى أن يستقيم اللسان وتصبح اللغة العربية مستعملة في كل المجالات والميادين.

وانقسمت الندوة التي عرفت مشاركة ثلة من الباحثين إلى محورين أساسيين أولهما “المثاقفة بين اللغة العربية واللغات واللهجات” حيث تدخل في هذا المحور مجموعة من الباحثين كالعلامة محمد بن عبد الجليل بلقزيز الذي كان تدخله عن “اللغة المولدة للأخرى، هل هي العربية للاتينية أم هي اللاتينية للعربية” حيث تحدث فيها عن منهج التأثيل والتوليد الذي اتبعه في دراساته اللغوية والمعجمية والذي قال عنه إنه منهج ابتدعه بنفسه، ولم يسبق إليه، ثم حاول التمييز بين التأثيل الذي هو تقنية تمكن من البحث عن أصل المفردة والطريقة التي تم التوصل بها الواضع إليها، والتوليد الذي يعني خلق مفردة عربية من اللاتينية. وفي نهاية مداخلته برهن أنَّ أصلها لاثيني.

وقال الأستاذ خالد المعزوزي في مداخلته المعنونة: “اللغة الأم: المفهوم والمصطلح” أن “اللغة الأم” هو مصطلحا رائجا في مختلف الأوساط المثقفة وغير المثقفة غير أنه يُستعمل استعمالا تعسفيا، وهذا الأمر يزيده تشويشا في أذهان المربين والأباء والأمهات وكذلك في أصحاب القرار التربوي، ونبّه في مداخلته على بعض معالم الخلل التي تعتري تعريف مصطلح “اللغة الأم”

وفي نفس السياق أكد الأستاذ محمد الطوكي في مداخلته: “المثاقفة والمثاقفة المعاكسة من خلال المصطلح”، أنه لا حرج في الاقتباس اللغوي والمنهجي المتبادل بين الثقافات المختلفة كما ميز بين المثاقفة التي تعني تعامل الغرب مع الثقافة الإسلامية وبين المثاقفة المعكوسة والتي قصد بها تعامل العلماء العرب مع الثقافة العربية.

ومن جهته بين مولاي البشير الكعبة في مداخلته التي عنونها: “اللهجات العربية والعربية الفصحى تكامل لا تصادم” أنَّ القرآن جعل ألسنتنا مختلفة ولم يدعو الآخر إلى التخلي عن لغته أو لهجته، كما تتبع مسار اللهجات العربية وكيفية بلورتها للغة العربية الفصحى أو اللغة العربية المعيار، مؤكدا أن هذه اللهجات التي بقي شيء منها فيما يُسَمى باللغة العربية الفصحى سواء على مستوى النحو (لغة تميم ولغة الحجاز) أو غير ذلك مختتما مداخلته بالوقوف عند لغة عربية متفرعة عن العربية الفصحى وهي العربية المغربية بلهجاتها المختلفة.

وحاولت الأستاذة مليكة ناعيم في مداخلتها “مركزية اللغة العربية في بناء الفكر اللغوي العبري” إلى بيان كيفية استفادة اليهود من اللغة العربية لبناء الفكر اللغوي العبري البائد فيما قارب الأستاذ ادريس شريفي علوي في مداخلته “التداخل والاقتراض اللغويان بين العربية والفارسية: أمثلة ونماذج” قضية المثاقفة بين العربية والفارسية

وأبرز علوي في البداية حيوية المثاقفة وتمكنها في جميع الثقافات واللغات، موضحا أنَّ المثاقفة بمعناها العلمي تعني التبادل والإفادة والاستفادة

وانتقل بعد ذلك إلى عرض أمثلة ونماذج من التداخل والاقتراض اللغويين بين العربية والفارسية في مستوياتها الصوتي، والصرفي، والتركيبي، والمعجمي

وسعى الأستاذ أحمد فونتير في مداخلته: “بين البين والبيان والتبيين والتبين في اللغة العربية” إلى التمييز بين مفاهيم البين والبيان والتبيين والتبين في اللغة العربية.

وانتقل الباحثون بعدها إلى المحور الثاني
الذي تمحور حول “اللغة العربية: قضايا وإشكالات” حيث تنوعت مداخلات الباحثين المشاركين في هذا المحور إذ بينت الأستتذة فاطمة السلامي في مداخلتها: “مركزية الترجمة في تطوير اللغة العربية” أن الترجمة مركزية في الثقافة العربية وأنَّ العرب لم يقوموا بإغناء الثقافة الإنسانية بإبداعاتهم إلا بعد أن نقلوا إلى لسانهم معظم ما كان معروفا عند سائر الأمم.

وأوضح الأستاذ محمد أمنزوي في مداخلته: “نحن والعربية” مساهمة فهرسة المصادر والمراجع الإلكترونية في تطوير اللغة العربية وتيسير سبل تعلمها
فيما أبرزت الأستاذة فاطمة أخدجو في مداخلتها: “مركزية التفكير الصوتي عند العرب” أنَّ الدراسة الصوتية كانت ومازالت في بؤرة اهتمام العلماء العرب، ومن أبرز المشتغلين بها قديما.

وفي نفس السياق أبرز الأستاذ أنس وكاك فقد في مداخلته: ” أثر كتاب سيبويه في الشروح المغربية لكتاب الفصيح: شرح أبي العباس التدميري أنموذجا” عناية المغاربة والأندلسيين باللغة العربية وأكدَّ مركزية كتاب الفصيح وسبويه عندهم، وعدَّ كتاب أبي العباس التدميري وشرحه للفصيح نموذجا لتناول المغاربة لبعض القضايا اللغوية الشائكة

وقام الأستاذ هشام فتح في مداخلته: “اللغة وجغرافية الفكر” بشرح كيف أنَّ اللغة تتأثر بجغرافية الفكر، مقدما نموذجا توضيحيا بيَّنَ من خلاله كيف أنَّ الفكر اللغوي الشرقي مختلف عن الفكر الغربي، فالأول اعتبره فكرا دائريا أما الثاني فاعتبره فكرا مستقيما.

واختمت الندوة بفتح باب المناقشات وإصدار بعض التوصيات منها:

  • تعهد المركز الدولي لخدمة اللغة العربية بمراكش بإقامة دورات تكوينية في علوم اللغة العربية الخميس الأخير من كل شهر.
  • الاستمرار في البحث عن السبل الكفيلة بتطوير لغة الضاد.

20دقيقة/عماد الدين تزريت

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

باستمراركم في تصفح هذا الموقع، نعتبر أنكم موافقون على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" أو التقنيات الأخرى المماثلة لها والتي تتيح قياس نسب المتابعة وتقترح عليكم خاصيات تشغيل ذات صلة بمواقع التواصل الاجتماعي أو محتويات أخرى أو إعلانات قائمة على خياراتكم الشخصية

موافق

This will close in 0 seconds