القرصنة الدولية في زمن الكورونا.. الجزء الاول ‘القرصنة الجوية’

2 أبريل 2020
القرصنة الدولية في زمن الكورونا.. الجزء الاول ‘القرصنة الجوية’

تتنوع القرصنة التي انتشرت مع انتشار الوباء، بين قرصنة فردية عن طريق تطوير تطبيقات الاختراق مما يعزز انتهاك حقوق الإنسان وحق الخصوصية والحريات الشخصية للأفراد بذريعة منع انتشار الفيروس، وقرصنة على مستوى الدول عن طريق الاستيلاء على شحنات تحمل مواد طبية ومعقمات.

استولت إيطاليا التي تتقدم دول العالم من حيث عدد الوفيات بواقع 6077، تليها الصين (3277) فإسبانيا (2311) ثم إيران (1812)، على شحنة كحول كانت متجهة إلى تونس، لاستخدامها في التعقيم من فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد أيام من استيلاء حكومة التشيك على مساعدات صينية كانت متجهة إلى إيطاليا.

وقالت وزارة التجارة التونسية إن كلّ الدول الأوروبية تعيش اليوم حالة من الهستيريا وتسرق بعضها، ويشير إلى أن ما حدث للباخرة التونسية شبيه باستيلاء التشيك على شحنة كمامات متجهة إلى إيطاليا.

وأعلن وزير التجارة التونسي محمد المسيليني أن “باخرة كانت متجهة إلى تونس محملة بكحول طبيّ تعرضت للسرقة في عرض البحر خلال إبحارها إلى بلاده من طرف إيطاليين”.

وتشير الأزمة الأخيرة التي وقعت بين إيطاليا وجمهورية التشيك التي استحوذت على شحنة أقنعة طبية وأجهزة تنفُّس كانت موجهة من الصين إلى إيطاليا، إلى بدء انهيار الاتحاد الأوروبي، وتحوُّله من الوحدة إلى الأنانية والانقسام، وربما أصبح في طريقه إلى الانهيار، بسبب حالة الهلع والذعر التي دخلها بعد تفشي وباء كورونا، الأمر الذي جرد البعض من إنسانيته، وأظهر همجية في التعامل مع الأزمة.

ففي الوقت الذي أرسلت فيه الصين أقنعة طبية إلى فرنسا وإيطاليا، سحبت جمهورية التشيك 680 ألف قناع وجهاز تنفس لإيطاليا، وحسب تحقيق أجرته صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية، فإن التشيك اعترفت بالأمر، وقالت إنه حدث عن طريق الخطأ.

وقال موقع صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية نقلاً عن الباحث التشيكي لوكاس ليف سيرفينكا إن “الجمهورية التشيكية تباهت بأنها تمكنت من الاستيلاء على الأقنعة وأجهزة التنفس التي سرقتها من الشركات التشيكية من قبل المجرمين عديمي الضمير الذين أرادوا بيعها بأسعار متزايدة في السوق الدولية”. كما أفادت وكالة رويترز في 18 مارس/آذار بأن السلطات ضبطت ما يقرب من 700 ألف قناع لم يكن مصدرها واضحاً.

ونفت وزارة الصحة التشيكية في البداية المعلومات، لكن انتهى الأمر باعتراف الحكومة التشيكية بالحقيقة، مدعية أن هذه المواد جاءت من شحنة الصليب الأحمر من مقاطعة تشينجيانغ الصينية المتجهة إلى إيطاليا، من دون تحديد كيف انتهى بها الأمر على الأراضي التشيكية.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

باستمراركم في تصفح هذا الموقع، نعتبر أنكم موافقون على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" أو التقنيات الأخرى المماثلة لها والتي تتيح قياس نسب المتابعة وتقترح عليكم خاصيات تشغيل ذات صلة بمواقع التواصل الاجتماعي أو محتويات أخرى أو إعلانات قائمة على خياراتكم الشخصية

موافق