يعيش العالم اليوم حالة من الرعب نتيجة تفشي فيروس كورونا، الكائن المجهري الذي لا يرى بالعين المجردة. وهنا تكمن خطورته حسب جل الدراسات العلمية التي أكدت أن حجم الفيروس صغير جدا جدا إلى حدود عدم قدرة العين على رؤيته. فالعديد من الدول المتقدمة هزمها وأصبحت تتوسل إلى العالم لإنقاذها كما يجري في دول كانت قبلة للمهاجرين الباحثين على حياة أفضل، ومن بين هذه الدول نجد أمريكا، وبعض الدول الأوروبية كإيطاليا وفرنسا وإسبانيا، الذين يحصون موتاهم بالآلاف يوميا.
فحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية التي تؤكد أن عدد المصابين بفيروس كورونا تجاوز حاجز المليون، بل هناك تقارير صحفية دولية ترجح إصابة أكثر من عشرات ملايين مصاب في العالم، باعتبار أن بعض المصابين لا تظهر عليهم أية أعراض، كما تتوقع وفاة الملايين من حاملي هذا الفيروس. وبين هذه الأرقام يفقد الإنسان توازنه، خاصة هناك جهة أخرى تقول أن الفيروس مصنوع من قبل لوبيات متحكمة في العالم بهدف المزيد من التحكم وإظهارها على أنها الأقوى وبدونها ينهار العالم. وإذا نظرنا إلى أرقام المصابين نجد تفاوت كبير في تسجيل عدد الإصابات، بل هناك دول لم تسجل أي إصابة مثل كوريا الشمالية وكوبا …وهنا يكمن الإشكال وتتعدد الأسئلة التي لا جواب لها اليوم سوى أخبار متناثرة هنا وهناك وتجعل من الحقيقة مجرد خيال.
فالعديد من الدول فرضت على شعوبها الحجر الصحي، وبعض القواعد الإجبارية، و قيدت حريتهم إلى أن جعلت الحياة بدون معنى ولا طعم، رغم أن المسؤولين يقولون أن الحجر الصحي هو السلاح الوحيد لمحاصرة الوباء. وفي المقابل نرى دول لم تفرض الحجر الصحي كالسويد وبعض دول أسيا كاليابان وكوريا الجنوبية وأندونسيا وماليزيا. لكن السؤال الذي يطرحه العديد من الخبراء هل الحجر الصحي كافي للحد من انتشار الجائحة، أم أن المسألة مجرد تهويل إعلامي وضجة مبالغ فيها من أجل تهيئ العالم لشيء ما؟، خاصة أن الملايين من الناس يموتون بالمجاعة وأمراض خطيرة مثل السرطان والقصور الكلوي، وفقر الدم… والتي لم تخلق هذه الضجة الإعلامية إلا في بعض المناسبات القليلة. الإنسانية موجودة في كل زمان ومكان وليس مرحلية كما يفعلها العالم اليوم.
وأمام هذا السجال ولعبة الأرقام الدائرة حول فيروس كورونا يبقى العالم حاليا يعيش فوضى وهلع وترقب ويتساءل متى ينتهي هذا الفيروس الذي عكر جو الحياة وجعلها رتيبة وبدون معنى، بل ضرب الاقتصاد، وجعل بعض الشركات تعلن عن إفلاسها وتسريح عمالها، مما يؤشر على أن هذه الأزمة ستخلف خسائر بشرية ومادية يصعب تداركها في فترة وجيزة، وهذا ينذر بأن العالم يتحول إلى شيء ما. رغم أن بعض الخبراء في البيئة يعتبرون أن هذه الأزمة كانت مفيدة ومهمة للغلاف الجوي نتيحة تسجيل انخفاضا بشكل كبير في انبعاث الغازات السامة التي تهدد الإنسان أكثر من الفيروسات.
ففيروس كورونا أصبح لعبة أرقام يتداولها الكل، حتى جعلوا من الحياة مجرد رقم ممكن ضربه في عدد صفر متى سنحت الظروف.
فيروس كورونا جعل من الإنسان مجرد رقم قابل للتحطيم في أي وقت
20 دقيقة/ خالد الشادلي