توقيت الاعلان عن العطلة يثير علامات استفهام كثيرة . خصوصا بعدما تمت برمجة الدروس المتلفزة ليوم الاثنين 27ابريل والإعلان عنها.
نحن مع العطلة وفي تدوينة سابقة كنا سباقين للمطالبة بعطلة استعجالية بسبب عياء وتعب كل من الاساتذة والتلاميذ والطلبة . وأكثرهم الآباء والأمهات. وفي نفس الوقت نبهنا عن تخوفنا من القرارات في آخر اللحظة وفي الأشواط الإضافية لما لها من وقع سلبي على المعنيين بها مباشرة . وهو ما سقطت فيه وزارة التربية الوطنية بإعلانها عن عطلة ما بين 27ابريل و3ماي 2020. في بلاغ بعد منتصف الليل.
إن المسؤولية تقتضي اتخاذ قرارات وتبليغها في الوقت المناسب .وإلا سنكون أمام تخبط و عشوائية وارتجالية في العمل . وضرب في الصميم للحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة .
فالمسؤول الذي لا يملك القرارات بيده يبقى موظفا مهما كانت مرتبته.
أظن أن السيد الوزير بعينه لم يكن يعلم متى إقرار موعد العطلة .فهو معذور في زمن الكورونا والتعليمات.
ففي عدم اتخاذ القرارات في الوقت المناسب ووضوح الرؤيا للعموم تنشط الشائعات والأخبار المزيفة والكاذبة والاقتراحات من أشخاص ومؤسسات كثر.وتبقى مهمة الجهات الرسمية مشغولة ومنحصرة في الرد وتكذيب الأخبار أو توضيح موقفها في أحسن الأحوال.
عندما أصدرت الهيئة الوطنية للتخطيط مقترحها حول برمجة ما تبقى من الموسم الدراسي الحالي 2019/2020 . وهو المقترح الذي انتقدناه خصوصا في عدم ذكر موعد العطلة المؤجلة وترتيبات أخرى. وقلناها صراحة يا سادة الأساتذة والطلبة والأسر في حاجة ماسة إلى عطلة الكل تعب وأصابه العياء.
وكان رد الوزارة على أن المقترح يخص الهيئة المذكورة .وان الوزارة ستعلن عن الإجراءات في الوقت المناسب.
في ظل الحديث عن العطلة كنا ننتظر من الوزارة الاعلان عنها في القريب العاجل وفي وقت مبكر وليس في منتصف الليل والناس نيام.
وفي الأمر غرابة حيث أن دروس يوم الاثنين 27أبريل 2020تم برمجتها والإعلان عنها في القنوات التلفزية التي تبثها .وما زاد غرابة ان السيد الوزير عقد اتفاقا مع المجلس الثقافي البريطاني مساء يوم الجمعة ،في تعلم اللغة الانجليزية لفائدة الطلبة الجامعيين ، عبر برنامج تلفزي واخر إذاعي. إذ تم التأكيد على أن الدروس سيبدأ بثها انطلاقا من يوم الاثنين في القناة الرياضية .
من خلال هذه المعطيات يتبادر لنا انه لحدود مساء يوم الجمعة ونهار يوم الاحد لم تكن العطلة مدرجة ضمن أجندة الوزارة.
وكثيرا ما أطنب مسامعنا السيد الوزير سعيد امزازي أن الوزارة أعدت كل السيناريوهات المحتملة لما تبقى من الموسم الدراسي وسيتم الاعلان عنها في الوقت المناسب. فهل الوقت المناسب عندما يكون الناس نيام؟
ولكي لا تتكرر الفضيحة نطلب من الوزارة أكثر من أي وقت مضى :
- ان تكون قراراتها مسؤولة والإعلان عنها في وقت مبكر.
- الاعلان بصفة رسمية عن إجراءات ما تبقى من الموسم الدراسي.
- الاعلان عن مدة عطلة عيد الفطر وهل ستبقى نفس المدة أم يتم تمديدها.
- الاعلان عن موعد استئناف الدراسة المباشرة مع الإجراءات والتدابير المصاحبة لها.
- إقرار مواعيد الامتحانات الإشهادية والدروس التي سيتم فعلا امتحان التلميذ والطالب فيها.
- نشر المقرر الوزاري لتنظيم السنة الدراسية 2020/2021 في موعده.
بقلم ذ : عبد الغاني بوشيخي